إن الناظر في عدد من أقطار العرب يدرك دون عناء أن الانقسامات الداخلية العمودية هي السبب الرئيس الدمار الذي يعيشون . نعم هناك أسباب أخرى لكنها كلها تتحطم اذا كان صف أبناء الوطن موحدا" صلبا" . نعم هناك تدخل خارجي وفساد وظلم وطغيان وفقر وبطالة واهتراء إداري وفردية لكنها بالتأكيد ليست أخطر من الانقسام الداخلي .
وقع لبنان في حربين أهليتين في الخمسينات والسبعينات بسبب الانقسام الطائفي "مسيحي / مسلم" وزاد الطين بلة الانقسام الجديد
"سني / شيعي" ووصل إلى حافة الإفلاس وإعلان الدولة الفاشلة.
اليمن كان اسمها عبر التاريخ "اليمن السعيد" واليوم هو "اليمن الشقي" بسبب الانقسام الذي قاده الحوثيون بدعم ايراني معلن. والعراق كان عراقيا" مع وجود خلاف كردي مع السلطة التي استجابت لفكرة الحكم الذاتي ضمن الدولة العراقية. واليوم يعيش طائفية فالرئيس كردي ورئيس الوزراء شيعي ورئيس البرلمان سني وبهذا ترسخت الطائفية والعرقية التي عانى منها لبنان . ويطفو على السطح اليوم نظام الولايات الثلاث العراقية كما يرى بايدن.
وفي فلسطين انقسام على النهج السياسي حيث يرى فريق نهج السلام بينما يرى فريق آخر نهج المقاومة . وفي سوريا اختلفوا على النهج السياسي ولم يجدوا حلا" -رغم وجوده - الا المواجهة التي استدعت التدخل الأجنبي وامتلأت الأجواء السورية بالطائرات الروسية والأمريكية والتركية بينما صارت الأرض مرتعا" للإيرانيين والجماعات التي تأمر بها وأفراخ القاعدة.
لا حل لأية دولة تريد النهوض والتقدم إلا بالبناء على وحدة الصف التي لا تعني عدم تعدد الآراء ولا تعني غياب الديمقراطية الحقيقية ولا تعني عدم مكافحة الفساد ولا تعني القهر والاستبداد بل كل ذلك تحت ضمانة وحدة الصف "ولا تنازعوا فتفشلوا".