رؤى الملك واثرها في القرار الامريكي
د.محمد البدور
17-07-2021 10:57 AM
ليس بوسع هندسة القرار السياسي الامريكي حيال منطقة الشرق الاوسط عامة والقضية الفلسطينية خاصه الا الاخذ بوجهة النظر الاردنية لطالما ظل الاردن على الدوام اللاعب الاقوى سياسيا عند البحث في مشاكل المنطقة وصراعاتها وخاصة فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني والبلطجة السياسية الاسرائيلية في المنطقة..
ولان جلالة الملك كان على الدوام صاحب النظرة الفاحصة التي تشخص الحالة السياسية للمنطقة وتطرح الحلول العادلة للسلام الشامل للعملية السياسية اللامتوازنة بين الفلسطينين والاسرائيلين بسبب عنترة حكومة اسرائيل السابقة بزعامة نتنياهو والذي لم تكن تلك الحالة لتنسجم مع رؤى جلالة الملك الامر الذي نتج عنه اختلاف في وجهات النظر واختلال بالعلاقة السياسية بين جلالة الملك ونتنياهو ورفض جلالته لكل المخططات التي طرحتها الادارة الامريكية السابقة بزعامة دونالد ترامب والتي كانت تحاول تقويض القرار السياسي الاردني سياسيا واقتصاديا للضغط عليه لقبول الاعلان الامريكي الاسرائيلي من طرف واحد بان القدس بأكملها عاصمة لاسرائيل والسعي لاجبار الاردن للتخلي عن الوصاية الدينية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين
ومن هنا فقد عادت السياسة الامريكية من جديد في ظل زعامة بايدن الذي يؤمن بالحل السلمي يجب ان يتحقق على اساس اقامة الدولتين والذي يدرك انه ليس بالمصلحة الامريكية عدم القبول بقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالحل الذي يستند على اساس نشوء الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية فكان لابد من الاخذ برؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ونظرته السياسية الثاقبة لاجل احلال السلام في المنطقة وهو مايدور اليوم في خلد الامريكين ومهندسي القرار السياسي في البيت الابيض.
ولعلها فرصة للاسرائيلين والامريكيين للاستثمار برؤية جلالته لاحلال السلام في المنطقة وبعض القضايا التي تعصف بالشعوب العربية والاسلامية والدولية كما انها فرصة للعرب والمسلمين عامة والفلسطينيين خاصة للاستثمار بنظرة التقدير الامريكي لشخصية جلالة الملك وافكاره وطروحاته السياسية خاصة وان بايدن اكثر اعتدالا وتفهما ممن سبقه لما يجب عمله سيما وان ميوله نحو السلام والحريات الانسانية ونشر الديموقراطية ونبذ العنف وحرية الاعلام والتعبير وديموقراطية التغيير كانت من برامجه الدولية خلال حملته الانتخابية ووعد به ناخبيه من العرب والامريكيين.
لذلك فأن الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد للولايات المتحدة ولقائهم ببايدن وكبار القادة في البيت الابيض ووزارة الدفاع ورجالات الاقتصاد تتسم بالاهمية وتأتي اعترافا سياسيا امريكيا بأهمية دور جلالة الملك كزعيم عربي وقائد امة له مكانته الدولية والاقليمية والوطنية بفضل حنكته وحكمته السياسية وما عرف فيه من صفات الزعماء واخلاق القادة العظماء الذين تتصف مواقفهم بالانصاف والعدل والحكم بما يعطي لكل ذي حق حقه
ولابد للعرب من دعم مواقف جلالته ولعل في التنسيق السياسي بين جلالته وقادة الامة الرئيس السيسي والعراقي وخادم الحرمين الشريفين والتي سبقت الزيارة الملكية لامريكا من بوادر لتنسيق عربي مشترك سيقود الى افاق سياسية اكثر انسجاما فيما بينها وانفتاحا على القرارا الامريكي للوصول الى مرتكزات تساهم في بلورة قرارات سياسية وتوجه امريكي في المنطقة يكون اكثر عدلا وقبولا لشعوب المنطقة.
ليس من مصلحة الولايات المتحدة ولا العرب ان يبقى الاردن يواجه ظروفا اقتصادية صعبة لان الاستقرار والامن الاردني صمام امان لانجاح كافة المبادرات السياسية في المنطقة.
اننا في الاردن بكافة الاطياف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والشبابية نلتف بالدعم والتأييد حول قرارات جلالته ومواقفه السياسية المشرفة والعادلة لوطننا وامتنا العربية والاسلامية.