اللِّمَاذِياتِ المُحَيِّرة
علي الزعتري
17-07-2021 10:46 AM
هذه الأسئلة التي تراودني تبدأ كلها ب لماذا وهي مُشاهداتُ إنسانٍ يمرُ بها في يومهِ. هي ليست تحليلاًً ولا للإحراجِ أوالنقدِ اللائم بقدر ما هي أملٌ من مواطنٍ يُريدُ الأحسن والأجمل لمجتمعه وبلده.
لماذا تبقى معظم الشوارع في العاصمة دون خطوط أرضية؟ ولماذا تبقى شواخص الإتجاهات بمزيجٍ من الأشكال و التهجئة و اللغات؟ و لماذا تستمر مواقعها غير المُلائمة للسائق حين توضعَ بما لا يسمح بتتبعها إن بوضوحٍ و بأمان؟ لماذا تستمر السرعة الفائقة و يتباهى السائقون ما بينَ كاميرات المراقبة و قبلَ و بعدَ دوريات السير الثابتة و المعروف مكانها بالمناورة لتفاديها و العودة للتسابق؟ لماذا لا تُنظمُ مداخل ومخارج الأسواق ومحطات الوقود بالشكل الذي يسمح للسائقين دخولها و الخروج منها بسلاسةٍ و أمان؟ لماذا يُسمحُ بالتعدي على السرعات في المسارب المنظمة، فاليسار للمسرع و اليمين للمبطئ، غير أن لا أحد يلتزم بالقانون؟ لماذا يُسمحُ أو يُتجاوزُ عن استخدام الهاتف أثناء القيادة أو وضع الطفل في الحضن أمام المقود؟ و لماذا النوافذ المُظللة بما لا يسمح لرؤية السائق و الركاب و لا نية السائق بالتوجه لأي اتجاه؟ و لماذا لا توجد مواقف واضحة للحافلات و سيارات الأجرة؟ ولماذا يتعمد الأغلبية سوقَ أنفسهم و من حولهم نحو اللانظام و الفوضى المرورية مُعطينَ أسوأ مثالٍ لمن يعيش في البلاد و من يزورها لأن الشارع هو مرآة للمجتمع ترسخُ أخلاقياته من عدمها في الوعي؟ لماذا تنطلق أبواق الشاحنات المخيفة و زمجرات محركات السيارات الهادرة الضوضائية في الحي و الشارع بلا أدنى مشاعر أو احترام للساكن و العامل؟ لماذا ملاحقة من أمامك لتزيحه من الطريق بكل استفزاز؟ لماذا ألف مرة لا نفهم القانون و إن فهمناه لا نطبقه؟ لماذا شوارعنا حلبات سباقٍ وحشي؟
لماذا تدخل بعض الدوائر الحكومية فترى المدير و الموظف والمراجع من المدخنين و القانون بالامتناع معلقٌ فوق رؤوسهم؟ و لماذا أسلوب الجفاء عند مناداة المراجعِ دون توقيرٍ لكبير السن و صغيره؟ لماذا في عصر الحكومة الإلكترونية و مع تطورها الممتاز لا نزال نرى النافذة الواحدة تُرسلك لنوافذ متعددة وأماكن مختلفة؟
لماذا اختفاء أرصفة شوارع صديقة للمشاة؟ و لمن لا يستطيع أن يتحرك إلا بالمساعدة؟ لماذا تختفي مواقف سيارات الأبنية السكنية و لا تفكر بلدية أو أمانة بخلق مواقف قريبة من الأبنية و الأسواق مثلما نرى و نعايش ببلاد مشابهة؟ لماذا لا تأبه البلديات وأصحاب المحال التجارية بترويج الجمال التسوقي خارج الأبواب، على الأرصفة الممزقة و المشوهة و المكسرة و الزلقة؟ وداخل بعض المتاجر كذلك؟ لماذا تدخل بعضها لتشتري فتتفاجأ بمظهر البائع؟ لماذا لا يتم الاتفاق على مظهرٍ و ملابس عمل لائقة لكل مهنة والمحافظة على نظافتها؟ لماذا لا تكتسي الأحياء بمبادراتٍ أهلية للتشجير ونشر ثقافة البيئة الصحيحة؟ لماذا الجفاء بين القائمين على الشؤون البلدية و السكان و لماذا لا يلتقون للعمل سويةً و مراجعة العمل دورياً؟ لماذا لا توجد شراكاتٌ بين البلديات والأمانات و القطاع الخاص من قبيل التكفل بصيانة و تنظيف و تجميل الشوارع و الأرصفة؟ لماذا لا بالقانون يلتزم كل بناءٍ جديد الاعتماد المركزي للجميع من الساكنين على الطاقة الشمسية للتسخين و التزويد الكهربائي، فشمسنا لا تغيب معظم السنة؟
لماذا لا نأخذ زينتنا عند كل مسجد كما أُمرنا؟ لماذا الاستهانة بأن تأتي للمسجد بما تلبس للنوم؟ أو تأتي بما لا يليق بحرمة المكان من بيعٍ و شراءٍ و صوتٍ يشذ عن الراحة الإيمانية المطلوبة؟
كثيرةٌ هي التساؤلات و الواقع يقول أن المِثاليةَ غير موجودة لكنه لهذا تشكلت الحكومات و سُنت القوانين، لتقريب المجتمع من الفضائل و إبعاده عن السلبيات، فلماذا لا ونحن من نحن في الأردن علماً و ثقافةً و طموحاً لا نكون أفضل؟