جوزيف بايدن يزاود على مواقف ادارته ..
سلامه العكور
07-06-2010 06:34 PM
في كل يوم وفي كل مناسبة وفي كل حدث تبرهن الادارة الاميركية وفي عهد الرئيس باراك اوباما ايضا انها اشد عداوة للعرب والمسلمين من جميع ادارات وحكومات الدنيا بأسرها ...
ففي الوقت الذي هبت فيه مختلف دول وشعوب العالم لادانة عملية القرصنة الاسرائيلية العنصرية الفاشية على « اسطول الحرية « الذي جاء حاملا المواد الغذائية والطبية ولوازم البناء مع متضامنين من اكثر من اربعين دولة الى ابناء واطفال وحرائر قطاع غزة ، تنبري ادارة اوباما لاجهاض مشروع قرار دولي وافق عليه جميع اعضاء مجلس الامن مشهرة « الفيتو» بذريعة ان اسرائيل تدافع عن نفسها ...
انها لمهزلة العصر ان تهاجم اسرائيل بقوات مدججة بالاسلحة وبتغطية جوية سفنا مدنية تحمل متضامنين مدنيين عزلا ومواد اغاثة وفي المياه الدولية في عملية قرصنة وحشية غير مسبوقة يسقط فيها عشرات الشهداء والجرحى تحت ذريعة ديماغوجية عنوانها الدفاع عن النفس...
ان دفاع الادارات الاميركية عن سياسة اسرائيل العدوانية ودعمها لها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا لم يعد يفاجئنا ولكن ان تبرر لها اعتداءاتها الفاشية على الشعب الفلسطيني الاعزل وتبرر لها جميع عمليات القرصنة التي مارستها حتى اليوم في غير مكان واخيرا عملية القرصنة ضد اسطول الحرية فهو الامر الذي يؤكد ان كل ما تفعله اسرائيل في المنطقة يحظى بضوء اخضر وتأييد وتشجع ودعم من الولايات المتحدة الاميركية وبتواطؤ جبان من كبرى الدول الاوروبية الاستعمارية ...
وعندما ينبري نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن ليؤكد ان اسرائيل في هجومها على « اسطول الحرية « انما تدافع عن نفسها ، وان من حقها الاستمرار في فرض الحصار على قطاع غزة فانما يفضح سوء سياسة بلاده ويفضح خروجها الاحمق على اجماع دول وشعوب المعمورة ... كما يفضح زيف مزاعم ادارته في الحرص على تحقيق السلام في المنطقة ...
صحيح ان جوزيف بايدن معروف بولائه لاسرائيل اكثر من ولائه لبلاده ، ولكن تبريره للهجوم الاسرائيلي الفاشي على « اسطول الحرية « في الوقت الذي اعلنت فيه الادارة الاميركية اسفها العميق لسقوط ضحايا مدنيين موحية استعدادها للقبول برفع الحصار عن قطاع غزة ، انما يؤكد انه لا يعبأ بالمصالح الاميركية الهائلة في المنطقة ، ولا يعبأ بصداقة بلاده لعدد من الدول العربية والاسلامية وان جل همه الدفاع عن مصالح اسرائيل ليس الا ...
وهنا يجب التأكيد على ان الدور الاميركي المنحاز لاسرائيل انحيازا تاما في محاولات انهاء الصراع العربي – الاسرائيلي وفي محاولات تحقيق السلام الفلسطيني – الاسرائيلي لم يعدله اي مبرر مقنع .. وان على النظام الرسمي العربي سحب « مبادرة السلام العربية التي اغتالتها منذ الاعلان عنها مواقف اسرائيل الرافضة لها وللاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، بل والرافضة لمجرد تجميد عمليات الاستيطان في القدس وضواحيها ...
ان الجهد العربي الآن وبعد ان تبين لدول العالم ان اسرائيل تهدد الامن والسلام في المنطقة والعالم يجب ان ينصب على مهمة رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة اولا وقبل كل شيء .. وان يتركز على تحقيق المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية الفلسطينية فورا وبدون ابطاء او هوادة ...
وان على الدول العربية ان تمد جسور وقنوات التعاون مع كل من تركيا وايران اللتين تؤيدان القضية الفلسطينية وجميع قضايا المنطقة ..
ولا سيما وان علاقاتهما مع اسرائيل اضحت عدائية او تكاد ..
وهذا بحد ذاته مكسب فلسطيني وعربي واسلامي كبير ينبغي الحفاظ عليه وعدم التفريط به و اهماله ...
على اي حال جوزيف بايدن ومسؤولون اخرون في ادارة اوباما يمارسون «المزايدة» على مواقف بلادهم في دعمها لسياسة اسرائيل العدوانية .. وقد يخرج علينا المبعوث جورج ميتشل بمفاجأة ما وهو يمارس حاليا ضغوطه على الجانب الفلسطيني كي يستانف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل .. فلننتظر لنرى من ادارة اوباما عجبا ...
(الرأي)