هو بطل بمعنى الكلمة، رجل في زمن عز فيه الرجال، صال وجال دفاعا عن تراب وطنه، لم يكترث للقوة التي كانت تواجهه. صمم وعزم وأهدى لشعبه ووطنه أجمل ما يهدى لأحد، وهو الحرية.
نشأ في بيت كريم بين أحضان وطنه، رضع حبه وعاهد نفسه أمام الله إما الموت أو الحياة، والحياة بالنسبة له وطن ولد فيه وترعرع وكبر حتى صار رجلاً، اسمه يكتب بأحرف من نور وطريقه محفوف بالنصر والتمكين لأنه ابتغى العزة والكرامة.
إنه القائد العماني البطل «ناصر بن مرشد اليعربي»، الذي حارب الاستعمار البرتغالي وتمكن من دحره وتحرير أراض شاسعة من وطنه عمان وتوحيده، عمان لا تضاهيه كنوز الدنيا لأنها الدنيا بعينه، لم يكل أو يمل لأن إيمانه بالله وثقته بنصره ثم عشقه لتراب بلده الحافز الأول لفك القيد الذي طوقه المستعمر حول وطنه، يا له من قائد عظيم لبى نداء الحرية، كيف لا وهو خرج من رحم شعب استعصى على الاستعمار تطويعه وجره إلى التخلي عن موروثاته ومعتقداته، فصفعه وترك له دسائسه ومؤامراته خربة ينعق عليها الغربان، وظل متمسكا بمبادئه وقيمه الأصيلة، وظل وما يزال شعبا حرا عربيا أصيلت، كما شعبنا الأردني الحبيب الذي ضحى أسلافه بالغالي والنفيس لعزة ورفعة أردننا الغالي وكتبوا قصصا لأبطال خلدتهم أفعالهم البطولية ومواقفهم الوطنية.
وبقيت مواقف عمان ثابتة لا تزعزعها محن وأحداث، حرة في قرارها وفية لأمتيها العربية والإسلامية، مواقف يشهد لها التاريخ، فكل الاحترام والتقدير لهذا البلد العربي العزيز، الذي كان على الدوام يقف في صف إخوانه العرب والمسلمين، بالمواقف التي تشع شهامة ونخوة.
تتشابه المواقف العمانية الأصيلة بالمواقف الأردنية الثابتة من جميع القضايا العربية والإسلامية والدولية، والعلاقة الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين تعد نموذجا يحتذى به في العلاقات. إننا لنفخر أن وطننا الأردن له علاقة تاريخية عتيدة مع سلطنة عمان، فالشعب العماني شعب طيب وكريم صاحب حضارة عريقة نفسه العروبي والإسلامي نشتمه في كل ركن وزاوية من أركان وزوايا الدولة العمانية، فحيا الله عمان وشعبها الشقيق.
(الغد)