هل من الممكن ان يكون التمييز محمودا؟
رناد دحيات
16-07-2021 12:27 AM
بمجرد سماع كلمه تمييز يتبادر لاذهاننا ما ينطوي عليه هذا المفهوم من سلبية وهذا بالطبع أمر بديهي، ولكن هل من الممكن ان يوظف التمييز او بمعنى اخر العنصرية بطريقة او ما للقضاء على اشكال اللامساواة؟
بالعودة الى ستينيات القرن المنصرم ظهر مصطلح التمييز الايجابي او بالانجليزية "action affirmative" وذلك بموجب الامر 10925
الذي وقعه الرئيس الاميريكي آنذاك جون ف. كينيدي في 5 مارس 1961 والذي يدعو الى اجراءات تهدف لالغاء اشكال التمييز والعنصرية
وذلك بتطبيق مايسمى التمييز الايجابي الذي كان يهدف الى ضمان حصول جميع المتقدمين على فرصة للتوظيف استنادا على معامله منصفه غير مبينة بطريقة مجحفة على عرقهم او عقيدتهم او لونهم او جنسهم.
ممكن تعريف التمييز الايجابي على انه معامله تفضيليه عبر قوانين تسن لتكون في صالح اولالئك الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد وحرموا
من بعض او كامل حقوقهم من قبل, مثل الاقليات العرقيه او الدينية, وهذه تهدف السياسة الى تزويدهم بالحقوق التي تم سلبها منهم بالماضي.
يمكن للتمييز الايجابي ان يأخذ اشكالا عدة منها نظام الحصص او ما يسمى بالكوتا وهو النظام الانتخابي الذي يضمن حقوق الاقليات وذلك بحفظ عدد معين من المقاعد البرلمانية لضمان وصلهم الى السلطة و مراكز صنع القرار وكما تعتبر القبولات الجامعية ذات المعايير معينة التي تمنح للذين عانوا او ما يعانون من التهميش, وتتمثل بالمقاعد الممنوحة للاقل حظا ويعتبر هذا النوع الاكثر شيوعا من اشكال التمييز الايجابي.
قد لا يتفق الكثير من الناس ان هذا النوع من المعامله او السياسات ان تكون شكل من اشكال الانصاف والعداله وكان هذا الموضوع مجال نقاش لسنين عديده ,حيث ان الكثير يروه نوعا من التمييز العكسي ضدهم والعنصريه البحتة و بالتالي هم غير مجبرين على الموافقه على منح هذه المجموعات هذه النوع من المعاملات بهذه الطريقه السهله كما يرونها, كما انهم يعتقدون ان التمييز الايجابي ممكن ان يقلل مستوى في اي مجال يطبق فيه, و حتى و ان كان التمييز الايجابي يعتمد على الغاء التمييز السلبي و التعويض عما فات هذه المجموعات التي عانت من التهميش ولكن يرى معارضيه ضرورة قياس اهلية تلك المجموعات اعتمادا على انجازاتها لا على اساس وجوب تعويضهم عن اثار عنصرية واضطهاد الذي تعرضوا له بالماضي.
من وجه نظري ارى ان الموضوع منصف الى حد كبير حيث ان الذين عانوا من العنصريه والتهميش في الماضي لا بد ان تراكمت عليهم
تبعات من شتى النواحي جعلتهم يبدؤا حياتهم من نقاط متراجعه عن تلك التي بدأ منها اقرانهم مما يتمتعون بظروف حياتية افضل,و لكن مع الاخذ بعين الاعتبار ان لا يستخدم التمييز الايجابي ك"ورقة رابحة" دون بذل اي نوع جهد,لهذا على التمييز الايجابي اعطاء الفرصة للمستحقين في كافه مناحي الحياه, و هنا قد نختلف بين مويد ومعارض للهذا النوع من السياسات و لكن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.