سمير الرفاعي .. سلامٌ عليكَ بقدرِ وطَنيتِكَ !
أ.د. محمد ماجد الدخيل
14-07-2021 12:12 PM
ليس غريباً علينا نهج دولة الرفاعي في إبرامه المستمر صكوك بنود العقد الاجتماعي مع مجتمعه الذي يحترمه ويُقدّره أيّما احترام وتقدير ، وهذا العقد الفريد من نوعه يمنحه الفرصة الكاملة لعقد اللقاءات الوطنية التي تصبُ في مصلحة الوطن والمواطنين ،ودولته يؤمن إيماناً كاملاً بأن خطاب الميدان هو نهج عصري دعا إليه جلالة الملك عبدالله الثاني في كل لقاءاته مع كافة المسؤولين العموميين وقادة الرأي ؛ فالإصغاء والاستماع الحي والمباشر من أفواه المواطنين هو السلوك النهجوي المعاصر الذي يمنح المسؤول القدرة على تلبية حاجات الموطنين وتحقيق مطالبهم والاستماع إلى مشاكلهم ووجهات نظرهم في شتى مناحي حياتهم وحقوقهم.
دولته ليس على بُعد من هذا النهج الملكي ؛إنما هو الشخصية الأردنية التي فعّلت هذه الاستراتيجية منذ سنوات عشر ونيف ،فاستطلع آراء أبناء البادية بالإصلاحات السياسية المطروحة ضمن أعمال اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ،كخطوة تشاورية من بين خطوات سابقة ولاحقة لها ؛ إيماناً من دولته أن خدمة الوطن والمواطنين تبدأ من لقاء المواطنين وجهاً لوجه ، وهو -كما أزعم-أنه الأقرب إلى المواطن الأردني في تحقيق طموحاته ومطالبه وآماله وتطلعاته في تجويد تشريعات وقوانين ناظمة لحياة الإنسان الأردني ،وهذه التشريعات والأنظمة والقوانين ،ومن خلال توجيهات دولته ومتابعاته الحثيثة والمستمرة لأعمال اللجان الفرعية الست ،ستكون بمثابة القلب للجسد في أهميتها وضرورتها وحاجتها في حياتنا.
ومن شدة احترام دولته وتقديره للأطياف السياسية والحزبية التقى عدداً من قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي ضمن إطار اللقاءات التي يُجريها دولته مع كافة فئات مجتمعنا الأردني من شتى الأطياف والأفكار والإديولوجيات والمشارب والفلسفات ؛ رغبةً منه بفتح الآفاق أمام هذه التشكيلات السياسية والحزبية لتقديم أفكارها ورؤاها ومنطلقاتها ؛كي ترفد بها اللجان الفرعية المختصة.
إن الوعي الجمعي الذي يؤمن به دولته ، جعل من أبواب اللجنة الملكية التحديثية مفتوحةً أمام جملة الأفكار والآراء والمشورة ، وأمرهم شورى بينهم ، وعودةً لعام 2010م،تاريخياً ، دولته هو الشخصية الوطنية المقبولة عند جماعة الإخوان المسلمين ،فقد استطاع عقد سلسلة حوارات حينها مع الجماعة لتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات النيابية ، ولم تجلس جماعة الإخوان المسلمين على طاولة الحوار إلا معه ؛كونه الأقرب إلى مد جسور التواصل معهم ،ولم يُغلق باب الحوار والنقاش وإبداء الآراء ،وظلت العلاقة بينه والجماعة على بساط الود والاحترام والتقدير .
دولة الرفاعي على يقين تام بأن الاستماع لآراء الجميع هو إثراء النقاشات التي تُجريها اللجنة الملكية ، وأن الاقتراحات التي تصل موقع اللجنة الإلكتروني تساعدها -أيضاً -في إنجاز مهامها بما يتوافق أعضاؤها عليه ومصلحة الوطن وثوابته الأساسية ،وبما يسهم بإحداث نقلة نوعية وفريدة تصب في تحقيق مضامين التكليف الملكي السامي ،وكل ما تقدّم يؤسس لنّا أن دولة الرفاعي على قدر المسؤولية الموكلة له بامتياز ، وأنه مواطنته الحقيقية ترفل بأثواب الصدق والموضوعية والوفاء ، وأن دولته التزم بالعهد والقسم وشكل صورة غير مسبوقة، لم نعتاد عليها من قبل ،فسلامٌ عليك بقدر أُردُنيتكَ!