أخبرونا ماذا تريديون من "التوجيهي "
نسيم عنيزات
14-07-2021 10:49 AM
لست خبيرا تربويا او متخصصا في المواد التعليمية لأقيم امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، لكنني ارصد ردود افعال الطلبة وذويهم ومن خلفهم بعض الاساتذة والخبراء حول طبيعة الامتحانات وصعوبتها.
مع انه لا يختلف اثنان على تدرج طبيعة الأسئلة لتناسب قدرات الطلبة بحيث يتساوى الجميع في نسبة معينة من الأسئلة ثم تتدرج من اجل التمييز ومحاكاة المتميزين وهذا امر طبيعي ووجوبي.
لكن قبل ذلك على الوزارة ان تراعي اضافة الى القدرات واختلافها طبيعة الضرف التي مرت بها الحالة التعليمية للسنة المنصرمة وغياب التعليم الوجاهي وحرمان الكثيرين من الالتحاق بالمنصة التعليمة لاسباب اقتصادية او طبيعة البنية التحتية بعدم توفر شبكة النت او الاحهزة المناسبة نتيجة الضروف الاقتصادية والمعيشية للناس بسبب جائحة كورونا، وبنفس الوقت الخلل الذي كان يصيب المنصة احيانا كثيرة ويعطلها.
لان الوزارة هي الحاضنة للعملية التربوية والتعليمية وهي المسؤلة عن ايصال التعليم لجميع الطلبة بعدالة وبنفس المستوى، و يجب عن لا يغيب عنها بان ليس كل الطلبة في المدارس الخاصة وليس جميعهم في العاصمة عمان التي هي ايضا تضرر طلابها خاصة في المدارس الحكومية.
وبالعودة الى الموضوع الاصلي الذي يكاد تجمع الاغلبية على صعوبة الأسئلة الذي قد يكون طبيعيا في الضروف العادية، لكن يبدو ان هناك امر غير مفهوم في طبيعة الامتحان وغياب واضح للهدف الذي تسعى بعض الجهات الوصول اليه من خلال التعمد في طبيعة الأسئلة التي لا تستند الى نهج علمي واضح او الطريقة المتعارف عليها في اي عملية تقييمية بل يعتمد على مزاجية واضع الأسئلة الذي يبدو انه ينفذ تعليمات او ايصال رسائل. لا يضع أسئلة امتحانات.
نعم اننا مع هيبة الثانوية العامة التي كنا نعتز ونفتخر به، لكن بطريقة واسلوب علمي ينسجم مع النهج التربوي ويحقق العدالة بعيدا عن المزاجية والاهداف غير المنطقية او الغامضة.
لقد مل الناس من الازمات المتعاقبة والضربات المتواصلة التي يبدو ان جلادها واحد يسعى الى الاستمرار بتدويخ الناس وبقاءهم في حالة التوهان باستخدام صوط جلدي لم تعد لدينا قدرة على احتماله.
لنتساءل بعد هذا كله، هل المقصود المنظومة التعليمية التي يكفيها ما تعرضت له من ضربات متلاحقة، ام مكافاة للشعب الصابر على ازماته المتواصلة والحال الذي وصل له دون ذنب له، الا حبه وخوفه على وطنه. بعد ان انحصر دوره ووجوده على تلقي الضربات بصدر عار ادمته الجروح والندب.
ام ان هناك هدف مخفي، وتصارع بين مراكز قوى خفية تسعى للوصول الى امر ماء بعد فعلتها في العام الماضي وكأنها في مختبر لإجراء تجارب على الناس لقياس مدى تحملهم او لدفعهم لأمر ما.
خاصة بعد تصريح وزير التربية بانه لا يعرف لجنة واضعي الأسئلة ولم يلتقي بهم ليقفز الى الذهن سؤال مهم، هل هذا منطقيا ؟ هل يعقل بان الوزير لم يلتقي لجان واضعي الأسئلة لتوجيههم وتذكيرهم بالرسالة التعليمية ؟ فعلا امر مستغرب.
لا اعتقد ان ما يحدث له علاقة بالعملية التعليمية انما له أهداف خفية تسعى جهة معينة لتحقيقها دون النظر او التفكير بالتبعات المجتمعية وتأثيرها على السلم المجتمعي، وما ستعكسه على المنظومة التعليمية.
(الدستور)