جوازات السفر ودولة الحرامية!
حلمي الأسمر
07-06-2010 04:33 AM
سرقوا الأرض والجغرافيا والتاريخ والفلافل والابتسامة مع عيون أطفالنا ، وسرقوا الراحة من قلوب ملايين من سكان هذا الكوكب ، وكل يوم نكتشف شيئا جديدا عن هذه المخلوقات العجائبية المسماة "إسرائيليين" وحكاية جديدة ، حينما غزوا غزة سرقوا حلي النسوة ، ولعب الأطفال ، وكذا فعلوا في جنين ، واليوم ، يفيدنا الشباب الذين اختطفهم جنود العدو من على أسطول الحرية ، أن سبعة جوازات أردنية سرقتها قوات الاحتلال ، وكذا فعلت مع جوازات خمسة وعشرين عربيا شاركوا في اسطول الحرية ، والخوف كل الخوف أن يتم استعمال هذه الجوازات فيما استُعملت فيه جوازات سفر الغربيين الذين زورتهم إسرائيل وارتكب جواسيسها تحت غطائها جريمة اغتيال المبحوح أحد مسؤولي حركة حماس في دبي ، فليس هناك من شيء غريب على هذه العصابة ، التي تستحل دم "الأغيار" وكل ما يتعلق بهم ، لأنهم ليسوا بشرا ، وفق معتقداتهم وأساطيرهم التلمودية،
غير بعيد عن أجواء سرقة جوازات السفر الأردنية والعربية ، وما حدث من طرائف في انتفاضة أسطول الحرية ، ما صرحت به الصحافية البارزة العضو في هيئة صحافيي البيت هيلين توماس ، التي تحدثت ربما على نحو غير مسبوق ، عن سرقة المهاجرين اليهود لوطن كان يدعى فلسطين ، حين قالت إن على اليهود الصهاينة مغادرة فلسطين والعودة الى موطنهم في المانيا وبولندا ، ان الارض فلسطينية "وليست المانية ولا بولندية". توماس -التي تعد بألف رجل أو اكثر من بني جنسها - قالت أيضا أن على اليهود أن "يذهبوا الى موطنهم - الى بولندا ، المانيا والى اميركا واي مكان آخر". وكان لافتا جدا انتقاد هيلين توماس خلال مؤتمر صحافي للناطق بلسان البيت الابيض روبرت غيبس رد الفعل الاميركي على عملية الاقتحام الدموية الاسرائيلية على قافلة معونة انسانية ، حين قالت إن "رد فعلنا الاولي على مذبحة القوارب ، المذبحة المتعمدة ، على الجريمة الدولية ، امر يرثى له". وقالت أيضا "ما الذي تعنيه انك تاسف عندما يقع شيء يجب التنديد بقوة به؟ لو ان أي دولة اخرى في العالم قد فعلت الشيء نفسه ، فاننا كنا سنحمل السلاح للقتال. ما هي تلك العلاقة المقدسة المغلفة بالصلب التي تقوم فيها دولة ما بقتل الناس عمداً"،،
مسؤولية جوزات سفرنا الأردنية المسروق تقع على عاتق السفير في تل أبيب ، ووزارة الخارجية ، والحكومة كلها ، وربما يكون أمر استعادتها سهلا ، ولكن ماذا عن سرقة وطن ، تطالب باستعادته صحفية أمريكية جريئة ، في وقت قل فيه وعز الرجال؟؟
نقول هذا ونحن نشعر بغصة حارقة ، إذ ان ما قالته هيلين كاد أن ينساه كثير من العرب و الفلسيطينيين إن لم ينسوه فعلا ، بل إن كل من يطالب به عُد حالما وأصوليا متطرفا وربما إرهابيا ، فاي مفارقة هذه؟؟
(الدستور)