الاستقامة والنزاهة والصدق والموضوعية هي فطرة النفوس النقية الصافية وعكسها الانحراف والتعسف والكذب والمبالغة والخداع وهو خروج عن الفطرة والمألوف والمعقول والمقبول وهي قواعد الحياة العامة التي تطمئن لها القلوب وترتاح لها النفوس ويصدقها العقل السليم.
إننا في هذا المجتمع نعاني من الازدواجية البغيضة وتقمص اكثر من شخصية والتناقض مع الذات في محنة أصبحت ماثلة للعيان تئن منها القلوب وتشمئز منها النفوس ولم يعد خافيا على احد انها لعبة وملهاة وخسارة وخروج عن طريق الحق.
دعوات كثيرة لمحاربة الواسطة ممن يمارسون الواسطة ودعوات إلى تعيين أصحاب الكفاءة والقدرة في المناصب القيادية ويفعلون عكسها ودعوات لمحاربة الفساد من المفسدين ودعوات لايقاع العقوبات على المجرمين واذا نفذت تجد من يدافع عنهم ويتظاهر من أجلهم ودعوات لمحاربة الرشوة من المرتشين ودعوات للاخلاص في العمل ممن ينبذون العمل ويقصرون في أداء مهامهم ودعوات للإصلاح ممن يحاربون الإصلاح.
امر عجيب وغريب هذه الدوامة وهذا الطيش المنظم وهذه العقلية العفنة والقلوب الميتة والوطن يدفع الثمن والتأخر وضعف الإنجاز والمراوحة في ذات المكان بائن ومؤلم.
كيف سنعالج هذه التطفلات وهذه النزوات التي نعيش معها كل يوم وتؤذينا وتغطينا بالكوابيس.
الحل في وجود ارادة صادقة وقوية لمحاربة هذه الظواهر المقلقة وصدق النية في وضع حد لها وقتلها ومحاسبة من يمارسها حسابا عسيرا ليكون عبرة لغيره والا بقينا نعيش المعاناة ذاتها.
الرد على تعليق