أنا واخوي و دحلان على ابن عمي ...
رؤيا البسام
يقول المثل الشعبي أنا واخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ولهذا المثل حكايات كثيرة اغلبها تدور حول تغليب قضية الدم على كل الامور فلا ألأموال ولا المناصب ولا حتى البساطير الغربية تجعل من دماء الإخوة تسيل في الشوارع بحجة الديمقراطية وبحجة الوطنية.
ويتردد هذا المثل كثير في الانتخابات النيابية والبرلمانية ونسمعه في الانتخابات البلدية ونسمعه ونطبقه في الهوشات الجامعية والمدرسية التي أصبحنا نتمسى ونتصبح بها ليل نهار ونسمعه في شعارات كثيرة لكن أمي العجوز كانت دائما تقول هذا المثل لي ولابن عمي فانا وأخي لم يكن يحدث بيننا خلاف فالهم واحد والفقر واحد وطعام الإفطار المختصر على الخبز والشاي واحد والملابس الممزقة وبرد الشتاء واحد فكانت الخلافات تقع بيننا وبين أبناء عمومتنا فكانت تقول لنا أنا وابن عمي على الغريب.
هذه المثل الجميل حسب المعاني التي أرادتها تلك العجوز الحكيمة التي قالت لأولاد حارتها عندما وقعت بينهم مشكلة وصلت إلى حمل الفؤوس والسكاكين والعصي أنا واخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب فهي أرادت الجزء الثاني من المثل لكنا تمسكنا بالجزء الأول الذي أضافه رجل غريب الوجه والديار ليصبح شعارنا وحياتنا .

أورد هذا المثل ونحن نستمع إلى التصعيد غير المسبوق، والتوعد القبلي والعصبي من قبل محمد دحلان عضو المجلس الثوري لحركة فتح رئيس اللجنة الأمنية في المجلس التشريعي، لقيادات داخلية. وقال في خطاب في مهرجان شاركت فيه عشرات الآلاف من أنصار فتح إحياء للذكرى 42 إن من يعتقد أن هذه البنادق ستحجم عن الدفاع عن أبناء فتح فهو مخطئ»، وتابع القول «إن دم الشهيد محمد غريب (العميد في جهاز الأمن الوقائي الذي قتل في منزله في شمال غزة يوم الخميس الماضي) سيكون علامة فارقة في العلاقة بين حماس وفتح». هذا الخطاب التحريضي وغير المسؤول وطنيا، وهو دعوة صريحة للفتنة والاقتتال الداخلي.
أفكر بالمثل ونحن نرى الفصائل الفلسطينية تركت عدوها واتجهت ببنادقها نحو الجسد الفلسطيني وكأني بالشعب الفلسطيني ينقصه قتل ومذابح وكأني بالرصاص الفلسطيني يوجه نحو ابن العم والأخ والصديق .
يقال والعهدة على الراوي إن اصل المثل فلسطيني ويقال إن اصل الدم فلسطيني ويقال أيضا إن قابيل يحاول الحصول على الجنسية الفلسطينية وهو مرحب به لكن الشيء الأكيد الذي تقره كل الشرائع إن اصل هابيل فلسطيني وان الفلسطيني هو هابيل كل ألازمان.
لكن والسؤال الذي ننتظر إجابته من السيد دحلان من يعلمنا كيف نواري سوءة إخواننا؟
royaalbassam@yahoo.com