يقول الحق جلت قدرته في محكم كتابه العزيز بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
"ولاتطع الكافرين ....والمنافقين ... ودع أذاهم....وتوكَّل على الله....وكفى بالله وكيلا" صدق الله العظيم.
ونلاحظ هنا كيف يقرن العلي القدير بين "الكافر والمنافق او بين الكفر والنفاق " ,وطبعا ليس بعد الكفر ذنب,وموكدٌ ان النفاق محرم ومكروه بكل اشكاله ,واخطرها على الاطلاق هو" النفاق السياسي ",فهذا النوع من النفاق فيه دمار للمجتمعات وخراب للاوطان وخيانة عُظمى لصاحب الشأن والقرار ,ولسبب بسيط جدا هو ان المنافق من هذا النوع يكون في العادة صاحب سلطة ونفوذ ,وهو يملك من وسائل الخداع والتضليل والتعمية ما لا يملكه احد سواه ,وهو بالضرورة خارج عن الايمان وعلى الايمان ,لايخاف الله ولا يرجو لقاءه,غافل غارق في ملذاته وشهواته ومصالحه ,وليس له من غاية في هذا الوجود غير بلوغ غاياته تلك , وقد اصبح عبدا لها وهانت دونها في نفسه كل التصرفات مشروعة كانت ام غير ذلك,ولاحول ولاقوة الا بالله !,فهو يسهم وبصلف في مدح الحال المائل وتزيين القبيح, يتغنى بمآسى الناس, وينقل الصورة بغير ماهي عليه, يرضى بخيانة الامانة , ولايقول الحق مخافة ان يغضب المسؤول, فهو يخاف غضبه ويخشاه ,ولا يخاف غضب الله سبحانه ولا يخشاه !,وما اكثر هذا النمط من المنافقين في هذا الزمان.
ذلك هو" النفاق السياسي " , كان وما زال عبر التاريخ شرا ً على الاوطان, وسببا في خرابها وهوان امرها على الناس حتى من بني جلدتها,افقدها قيمتها وهيبتها ونزع الثقة من صفوف أهلها, سرَّع في زوالها وجعل امرها بايدي من لا يقيمون وزنا لامرها, وسار بها وبكل مكوناتها الطيبة البسيطة وشرائحها الكريمة المحترمة رغماعنها وعن ارادتها صوب الهاوية, بعد ان صار حالها نهبا للنفاق والمنافقين من كل لون ,وبعد ان أُقصي الصادقون الطيبون المنزهون كرام القوم بعيدا عن لجة الحدث, فغدت فريسة مستساغه لكل روبيضة وسَقََََََطٍ وهامل ومنافق! ولاحول ولاقوة الا بالله.
وبعد: فلا اقدس ولا اطيب من التوكل على واحد احد لاسواه,والبعد عن اذى المنافقين ما امكن ذلك, وكفى بالله العظيم وكيلا لسائر المتوكلين على عظمته سبحانه,وبكل الصدق والطهر والتجرد,اما المنافقون المخادعون فحسبهم ان عقاب الله لهم بالمرصاد ولو بعد حين!.
والله من وراء القصد
She_abubakar@yahoo.com