كونوا جميعا يا بني اذا اعترى خطب ولا تتفرقوا احادا
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت افرادا
الوحدة العربية حلم كل كل عربي وطموح لا يحيط به الشك
ورغبة قوية وفكرة تراود كل فرد في هذه الأمة الممزقة لاستعادة كرامتها وقوتها وعزها ومجدها والخروج من آتون الفرقة والضعف وارادة الاستعمار البغيض الذي سعى ويسعى دائما إلى تفريق هذه الأمة التي كانت تشكل نموذجا حيويا من الاتحاد والقوة والمنعة حتى جاءت اتفاقية سايكس بيكو التي بعثرت هذه الأمة ووجدت تربة خصبة من الذين لا يريدون لها الاستقلال والتوحد.
ان هذه الأمة بحاجة في هذا الوقت وأكثر من اي وقت مضى للاتحاد وتشكيل قوة سياسية واقتصادية وعسكرية يحسب حسابها وتتحرر من التبعية والاستعمار الجديد والتمزق وألهوان الذي يلقى بظلاله على المواقف المشتته والانصياع إلى القوى الغربية التي تعمل على نهب خيرات الوطن العربي والاستفراد بكل دولة على حده لاجبارها على السير في فلكها بعيدة عن اقرانها. وتسعى تلك القوى بشكل مستمر لخلق النزاعات بين الدول العربية وتقسيم المقسم واجهاض اية محاولة للنهوض وتشغلها بتنظيمات داخلية مستوردة وخلق مشكلات داخلية وافكار مسمومة تبعدها عن سمو التفكير والتطلع للمستقبل.
مقومات الوحدة العربية ماثلة للعيان فالعقيدة الموحدة واللغة المشتركة والتاريخ والجغرافيا والتراث والمصير المشترك لا يختلف عليها اثنان والرغبة والطموح موضع تقديس كل فرد ولكن الاترة وعدم توفر الارادة السياسية
هي التي تقف عائقا امام الشعوب العربية ورغبته الجامحة في استعادة الكرامة.
ونحن حينما ننظر إلى العالم اليوم نجد ان الاتجاه للتوحد وليس للتفرق لتحصيل القوة فالمانيا هدمت الجدار وأوروبا التي ليس بين دولها رابط تتحد وامريكا فيها خمسون ولاية توحدت في إطار عجيب يحكمه القانون وهكذا بينما العالم العربي روابطه أقوى ويعيش في فرقة وضعف.
اننا نتطلع إلى اليوم الذي تتخلى فيه هذه الأمة عن الفردية وتسمو بفكرها لتلبي نداء الوحدة ونبذ الفرقة لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة في كبريائها ومواقفها ورفاهية شعوبها.