من عاداتي المفضلة لدي هي عندما أقف على الاشارة المرورية ويأتيني بائع الورد المتجول الذي اعتاد على شرائي منه كلما رأيته الورود المفضلة لدي لدرجة انه قد اعتاد ذلك الشاب على ذوقي وبدأ بمجرد رؤيته لي يمد يده بالبابقة التي احب.
وحيث انه شاب في مقتبل العشرين من العمر، قادني فضولي لمعرفة قصته الذي لمست فيه اخلاق عالية وعزة نفس كبيرة، فقد كان لا يقبل بأكثر من ثمن الباقة مهما حاولت معه ولفت انتباهي ان حاولت في إحدى المرات ان اخذ اخر باقتين معه المفضلة لدي ونوع اخر، الا انه ابى ورفض بشكل قاطع ان يبيعني الا باقة واحدة هي تلك اعتدت عليها وعند اصراري ان اخذ الباقتين أعطاني الأخرى هدية.
اخدتها ولسان حالي يقول: ما أجمل أخلاقك التي تجملت بجمال الورود.
اخذتها منه وشكرته وسألته عن مسكنه، فعندما أخبرني اوهمته انه في طريقي كي اوصله للبيت ليقص علي حكايته مع الورد والتي تأكدت انها ليست كأي قصة.
شكرني بكل لطف ورافقني لكي اوصله لبيته.
وهنا بدا الحديث فحين سألته عن اسمه، قال ضاحكا «بتعرفي قربت انساه تعودت في الشارع ينادوني بائع الورد من سنتين وهذا اسمي واحيانا «بايع الود». ابديت اعجابي بالاسمين وقلت ولكن بائع الورد معروفة فأنت من يبيع الورد، اما بائع الود ما سبب تسميتها ابتسم وقلي هذا اجمل واحب الأسماء لدي بائع الود اسم أطلقه المعارف لي لعدة اسباب اولها ظروف اهلي الصعبة وانا اكبر اخوتي عمرا وابي عامل مياومة وليس كل الايام يعمل.
انا أنهيت الثانوية العامة ومعدلي يسمح لي بدخول الجامعة ولكن ظروفي لا تسمح بحثت عن عمل لا يعيقني من الجامعه واكون حر نفسي به لاحقق حلمي وحلم والدي بابنهم البكر الذي، رسم ورسموا معه احلام وردية كثيرة ولو استسلمت للظروف لماتت جميع احلامنا.
من هنا بدأت القصة نصحني صديق ان اعمل ببيع الورد على الإشارات وفي الشوارع بصراحة في البداية لم اتحمل مجرد التفكير بها ووضعت الف سؤال وسؤال وكان مع كل تساؤل الجامعة والمحاضرات هي الراعي الرسمي لأي سؤال، واخيرا قررت أن ابدأ ببيع الورود وقررت ان تكون باقاتي مختلفة عن غيرها أريدها تلفت النظر اكثر من غيرها، ولم أكن أعلم انها أيضا ستختلف في هدفها أهمها ان أسعدت والدي بأن دخلت الجامعة بالرغم كل الظروف الصعبة مع كل فصل وعام جامعي انهييه بتفوق لا استطيع وصف سعادة امي وابي.
كثيرا ما غيرت مسار العديد من العلاقات بين الناس فكم من ود عاد بعد جفى بسبب باقة الورد، اما والداي لم تخلو يدي من باقتين لهما بعد يوم عمل شاق لي ولهما انه الحب والوفاء بالرغم التعب والمعاناة.
ما أجمل بائع الورد عندما يوزع الود مع الورد سابقى ابيع الورد واعطي الود للاهل والاحباء لكل من يقف عند بائع الورد بالرغم من اختلاف أهداف من يقتني الورد شكرا للورد الذي جعلني أشعر به بالرغم في الماضي لم يكن يعني لي شيئا.
(الدستور)