زيارة الملك لأمريكا .. فرصة تاريخية
د.خالد يوسف الزعبي
11-07-2021 12:58 AM
يقوم جلالة الملك عبدالله الثاني بزيارة إلى أمريكا. ومن المتوقع أن يقابل في هذة الزيارة مجموعة من مؤسسات صنع القرار في الدولة مثل الخارجية الأمريكية والكونغرس الأمريكي النواب ومجلس الشيوخ ووزارة الدفاع وحضور المؤتمرات الاقتصادية وإجراء لقاءات في وسائل الاعلام وغيرها.. والمعروف ان الرئيس جوبايدن منذ تسلمه الرئاسة في أمريكا في 20.1.2021 لم يقابل اي زعيم عربي ويعد الملك اول واحد وباعتقادي ان الادارة الامريكية والرئيس جو بايدن يثق بالملك في الشرق الأوسط وهو صديق له منذ عهد الرئيس باراك اوباما حينما كان نائبا له ويعلم ان لديه رؤيا سياسية للمساهمة في حل قضايا الشرق والعالم العربي وخاصة القضية الفلسطينية وسوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية مثل إيران والتدخل التركي والروسي في سوريا ويعلم بايدن ان جلالة الملك يحظى بثقة عالية من قبل الاتحاد الأوروبي لذلك يسعى القادة في أمريكا الجمهوريين والديمقراطيين والسياسيين وصناع القرار للأستفادة من خبرات طويلة لجلالته في هذه القضايا الدولية وبالذات القضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى المبارك والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
إن الرئيس الأمريكي جو بايدن الديمقراطي المخظرم المعتق والمعمق بقضايا الشرق الأوسط يؤمن بحل الدولتين وتطبيق القانون الدولي الإنساني والشرعية وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فلسطين ويؤمن بالسلام العادل والشامل لجميع الاطراف ويؤمن بحل الدولتين وقد طرح ذلك في برنامجه في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالتالي فان هذة فرصة تاريخية للعرب والفلسطينيين بالضغط على الرئيس جو بايدن لكي يفي بالوعد والمصداقية ليس أمام العرب والمسلمين والفلسطينيين بإقامة الدولة الفلسطينية، ولكن امام الناخبين الأمريكيين والعرب الأمريكيين الذين انتخبوه ودعموه للوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يثبت الرئيس الأمريكي مصداقيته ويفي بوعدة بإقامة الدولة الفلسطينية.
إن أمريكا تعلم أن الأردن قوي بشعبه وأجهزته الأمنية والمخابرات والقوات المسلحة، ويحظى باحترام دولي، ويتمتع بسياسة متزنة ولا يتدخل في شؤون الآخرين من الدول العربية المجاورة وإسرائيل، لذلك فهو محط انظار دول العالم، وخاصة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، تربطه علاقة مباشرة في كافة المجالات الأمنية، والاقتصادية، ومحاربة الإرهاب والتطرف الديني.
إن العلاقات الأستراتيجية الثنائية بين البلدين الأردن وأمريكا في عهد الرئيس السابق ترامب كانت سيئة للغاية، وقد مارس ترامب وفريقه الضغط السياسي على الملك والاردن، وذلك بهدف تأييد قرار ترامب الاعتراف بالقدس بكامل القدس عاصمة لإسرائيل وإلغاء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والمسجد الأقصى، وإيقاف التبرع والدعم لوكالة الغوث الانروا واغلاق السفارة الفلسطينية في أمريكا، إضافة إلى الضغوط المالية بوقف الدعم للأردن، لكن الملك رفض تلك الضغوطات من ترامب وفريقه كوشنير سيء الصيت والسمعة.
إن على أمريكا أن تدرك أن المعادلة تغيرت مع اسرائيل، وأن المقاومة الفلسطينية في غزة والداخل في فلسطين المحتلة والخارج، وأن أمريكا والعالم ادركت إسرائيل لم تعد مقبولة دولياً وعالميًا وعربياً، وان حماية ودعم أمريكا لها عسكرياً وسياسيا وامنيا واقتصاديا وفي مجلس الأمن الدولي وعدم احترام القانون الدولي الإنساني والشرعية وقرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، لن يكون في مصلحة أمريكا والرئيس جو بايدن رجل القانون والمحامي والمدافع عن الحقوق والحريات الأساسية والعامة للشعوب، فهو المؤمن بالديموقراطية والتعددية السياسية والحزبية والانتخابات والحريات الأساسية للناس وحرية الصحافة والإعلام، فلا يعقل ان تبقى قضية الشعب الفلسطيني المحتل بدون حل منذ 75 عاما.
إن زيارة جلالة الملك لأمريكا تاريخية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والمصالح المشتركة بين البلدين، في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والعسكرية، ولتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني من خلال طرح القضية الفلسطينية ومبدأ حل الدولتين خاصة وأن الأردن يدعم هذا الحل.
نأمل أن تحقق زيارة الملك عبدالله نتائج طيبة تنعكس على الأردنيين والشعب الفلسطيني، وأن تكون ناجحة باقناع الرئيس الأمريكي جو بايدن الديمقراطي المخضرم بأن هذه الفرصة التاريخية الأخيرة له كي يسجل إنجازا تاريخياً في مسيرته السياسية والحزبية والرئاسية لامريكا بفرض مبدأ حل الدولتين على كل من إسرائيل والفلسطينيين. وبالسرعة الممكنة..
فهل يستغل الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه الفرصة، ونصيحة الملك له؟ سوف ننتظر.
حمى الله الأردن وشعبه الطيب وقيادته.
* مدير مركز الحق للدراسات القانونية والاستراتيجية.