الملك اليوم يتواجد في العاصمة واشنطن ولقاءاته المكثفة مع أعضاء في الإدارة الأميركية وشيوخ الكونغرس قبيل الموعد التاريخي للقائه مع الرئيس جو بايدن، إذ سيكون افتتاح باب البيت الأبيض عربياً لجلالة الملك، في عودة لواشنطن لمربط الفرس الأصلي، واعتراف متجدد بأن الملك عبدالله هو صوت لكل العرب وقضاياهم في العالم الغربي والشرقي، وهو الذي يدرك ويستشرف آفاق المستقبل لكافة الأوضاع والقواعد الأساسية لأي بناء سياسي يعيد الجميع إلى جادة الصواب في العالم العربي والشرق الأوسط المضطرب، وبمكانة الأردن ودوره القوي في التوازنات?التي تخدم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، خصوصا بعد عقد من الفشل السياسي الذريع وتهاوي الأوضاع الأمنية في غير دولة عربية، وتشكيل حكومة إسرائيلية ورئيس للدولة جديدين.
قبل ذلك، خرجت تسريبات من قبل الصحافة الإسرائيلية لم تؤكدها أي مصادر رسمية من الطرفين، كشفت عن زيارة لرئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة «نفتالي بينيت» لتقديم أوراق اعتماده بصفحة بيضاء من العلاقات مع الأردن وطي حقبة نتنياهو التي توجت بالقطيعة من قبل الاردن له عبر أربع سنوات عجاف، حاول فيها نتنياهو التمدد والتحريض على إفشال أي موقف أردني لدعم الوضع في القدس وتعطيل المصالحة الفلسطينية، ونكثه بالعهود التي قطعها للأردن، معتمدا على دعم الإدارة الأميركية السابقة، ورغم ذلك فليس هناك ما يخجل منه الأردن رسميا خصوصا في?العلاقات مع دول الجوار وتعزيز مصالحه والإمساك بمفاتيح المستقبل التي تستعيد لنا الدور الحقيقي.
إن أي معلومات عن اللقاء لم يؤكدها الجانب الإسرائيلي، ومن الطبيعي لن تعلق عليها الإدارة الأردنية، فيما تتطلب التحديات القادمة منا العمل مع كل الأطراف للخروج من الأوضاع التي تكرست خلال السنوات الماضية سواءً على العلاقات الثنائية التي تساهم في تعزيز المصالح العليا للاردن، أو على الساحة الفلسطينية والعملية السلمية.
إن التغييرات التي جرت على الحكم في إسرائيل تدعونا الى تقييم أثرها على العلاقات بيننا بالمجمل. ويمكن الاشارة إلى أن «تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي قبل يومين كانت إيجابية ويمكن البناء عليها لما يخدم دولتنا ومصالحنا وحقوقنا».
وكان وزير الخارجية الصفدي قد التقى نظيره الإسرائيلي «يائير لبيد» على الجانب الأردني من ضفة نهر الأردن، وقد صدر بيان حول الموافقة على تزويد الأردن بالمياه من طبريا مدفوعة الثمن، فيما أعلن الوزير الصفدي تأكيد الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية وأن أي إجراء لترحيل الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح والذي هو حقهم الأصلي سيعتبر جريمة حرب، مشددا على احترام الحكومة الجديدة للوضع التاريخي في الحرم القدسي الشريف، وفتح أفق سياسي مع الفلسطينيين، وأن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع، ومحذرا الحكومة الإسرائيلية?من عدم اتخاذ أي إجراءات تقوض هذا الحل.
للأردن مصالحه التي يرى من الضرورة الإمساك بها بقبضة قوية، خصوصا فيما يتعلق بدوره التاريخي والمحوري في الشرق الأوسط وجغرافيته السياسية ومقعده التاريخي في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومع أن خبر اللقاء أخذ أصداءً بعيدة، فهو ليس بالمستغرب، إذ للأردن سيادة ومكانة عليا وعليه أن يتعامل بندية وانفتاح لتحقيق مصالحه السياسية وإعادة تموضع جديد على الساحة السياسية للعودة الى ألق السنوات الماضية، مع أي طرف كي لا نبقى في المقاعد الخلفية لا نسمع سوى الهمس، خصوصا مع خصومنا و"الأعدقاء» منهم.
Royal430@hotmail.com
الرأي