مواطن أردني بسيط تراه، مثل حكايتي وحكايتك، مطرمج وعايف بنطلونه، ومن الطفر بشوف «البزقة شلن».. طبعا أتحدث عن نموذج موجود بيننا. هذا المواطن الأردني البسيط هكذا أنت تراه، لكنه في الواقع يدير العالم من مكانه هذا وذاك وذيك وذكذاك.
المواطن -المكرر- المذكور أعلاه، عندما يتأخر ساعات عن موعد، أو حينما لا يأتي أبدا، أو لمّا يعدك بشيء، ولا ينفذ وعده، وما شابه ذلك من أشياء، يقول لك، وهو يضرب على رأسه بلا تؤدة.
- يا رجل نسيت.. شو بدي أقولك.. والله مية دوّاية براسي.
وبعضهم يبالغ قليلا ويقول:
- مليون دوّاية براسي.
أما الدواية فقد تكون من (الدوي) وهو الصوت الشديد، وربما تمت بصلة قرابة للدوامة.. المهم أن العبارة تعني أن الرجل مشغول ومنهمك في الكثير من القضايا والمشكلات المتنوعة والمترابطة والمتشابكة والمتداخلة، وأنه من اجل ذلك نسي موعده أو وعده (ترى.. كم دواية في رأس بايدن أو بوتين؟؟؟).
البديع في الأمر، أنك تعرف أن هذا الكائن البسيط (ذكرا وأنثى، إلا أن الرجال أكثر عرطا) ليس لديه ما يشغله عدا قوت يومه، وربما كان لدى شقيقته مشكلة مع زوجها، وهناك احتمال أنه تأخر على سداد قرض البنك، وزوجته أضاعت دفتر العائلة خلال تبضعها.. ولنفترض أن هذا الأمور هي دوّايات، فمن أين جاء لنا بال 96 دوّاية الأخرى؟؟؟؟.
أما الأبداع، فهو أنكما قد تتبادلان الأدوار بكل بساطة، وربما في ذات الحوار يسألك عما فعلت له مع البنك حتى يؤجل القرض، كما وعدته، فتقول له بكل بساطة:
- يا رجل..مية دواية براسي،
ويصدقك كما صدقته.
وتلولحي يا دالية.
الدستور