لا تزال الجملة الخالدة التي قالها الكاتب الكبير خالد محادين " قلي من معك أقل لك من أنت" حاضرة أمام عيني وأنا أتابع بتمعن كل ما يحدث أو يبث، وأنا أراقب المنقلبين بين مقال ومقال، بين خطاب وخطاب، من الكتاب والسياسيين اللذين تراهم يشتمون الفساد تارة وبعدها نقرأ لهم شتائم للناقمين على الفساد، وفي مرة تالية يلعنون من تقف أمريكا بجانبه وفي اليوم التالي يدافعون عمن وقفت أمريكا بكل قواها معه .لعل الدستور السياسي لكوميديا المشهد العربي المليء بالتناقضات السياسية والفكرية بل والدينية، لُخصّ في كلمة خالد محادين الذي لا يشككك أحد في عمقه وانتمائه الحقيقي وليس الشعراتي لوطنه .
فالعولمة السياسية التي تُقبض عليها أمريكا جعلتنا نتحدث كما يفكرون ونحلل كما يشاءون ،فالمظلوم صار معتديا والمعتدي صاحب حق ، والعهر انتماء ، والخيانة وفاء ، والتقدم صار تقدم نحو تقبيل قدم المحتل .
دعونا نتمعن قليلا في كوميديا المشهد العربي السياسي التي تتحكم ببوصلته الإدارة الأمريكية التي تقف يجانب البعض ، والتي تتعاطف تماما مع كل من يقف ضدنا وضد ديننا ولا تبخل، بمساندة الأنظمة الفاسدة، وحربها التي تستقصد كل ما هو إسلامي.

صار الأمر جليا لا يحتاج لمجاملة أو لتدليس ،فما حدث في كل البقاع العربية يظهر فيه أن الحرية الأمريكية ما هي سوى استنساخ لدعوة "بطرس الناسك" عبر عائلة بوش ، الذي يجمع كل حيل وأطماع الاستعمار ، تدمير تراث ديني وحضاري، دعم فساد ، نهب للمكتسبات النفطية ، احتلال عبر قواعد العسكرية، إثارة فتن في كل الدول العربية وتوتير لإشعال المجازر الشعبية وما يحصل في العراق – شيعة وسنة، فلسطين فتح وحماس ، لبنان مولاة ومعارضة،- تقف أمريكا وراءه والحل دوما كان بيدها ما دامت هي الداعمة لكل ما هو ضدنا.
المشهد لا يحتاج إلى عبقرية وفذلكة لنعرف أن من تقف بجانيه أمريكا الصهيونية هو ليس معنا بل متآمر علينا .

ما الذي يفسر أن حكومة فلسطين شرعية، لأنها تحت قيادة الرئيس محمود عباس ، لاحظوا كلمة "رئيس" هذا ما يصرح به بوش ،بينما حكومة لبنان شرعية لأنها تحت ظل فؤاد السنيورة رئيس الوزراء !!!

شيعة لبنان تحت الخط الأحمر،وقد نزفت رايس الكثير من العرق وهي تحث أولمرت على تدميرهم، وشيعة العراق يتنعمون في نعيم الخط الأخضر، فأين الفكرة التي تحملها أمريكا للعالم العربي حسب تصنيفها للفصائل والحكومات،هل هي حقاً فكرة الحرية والليبرالية أم فكر الاستعمار ؟

لا يمكن أن يؤمن أي عربي أن أمريكا تحمل أدنى نية حسنة نحو هذه المنطقة، لذلك أشيروا بكل أصابعكم لكل من تصطف أمريكا بجانبه والاتحاد الأوربي و أولمرت بأنه ..............!!!!

حمى الله الكاتب خال محادين من مرضه وأعاده إلينا معافى وحمى البلاد العربية من أمريكا ومن معها .
omar_shaheen78@yahoo.com