نقر ان فلسفة امتحان الثانوية العامة بالشكل الذي تخرجه وزارة التربية والتعليم سواء كان على فصل واحد أو فصلين هو اسلوب مثالي وواقعي لتقييم قدرات الطلبة العلمية وقياس مستواهم ومن ثم وضع درجة لكل طالب تؤهله لاختيار مساره الدراسي في الجامعات والكليات والمعاهد وفقا لاسس القبول الجامعي ولا شك أن علامة الطالب في الثانوية العامة هي فرز بين مستويات الطلبة وحقهم في اختيار التخصص الذي يرغبون به.

تجربة امتحان الثانوية العامة تجربة قديمة تعود لعقود خلت ومرت ببعض الاشكالات مثل وجود أخطاء في أسئلة الامتحان وعدم توفر الوقت للإجابة عن جميع الاسئلة وصعوبة بالغة في بعض الأسئلة تفوق قدرات الطلبة المتميزين وحدوث الغش وما إلى ذلك من المشكلات ولكون هذه المشكلات تتكرر سنويا فإنه لامر مستغرب و مستهجن ان لا يتم تلافي هذه العقبات وعدم ظهورها إلى حيز الوجود سنويا.

الملفت للانتباه هذه المرة وجود صعوبات بالغة في امتحان الكيمياء والفيزياء لدرجة ان اعترض عليها الطلبة والأساتذة المتخصصون في كلا المساقين فإذا كان استاذ الفيزياء لا يرى ان هذه الأسئلة مناسبة وتقع في إطار معقول فما هو الحال بالنسبة للطلبة.

وهنا أتساءل من الذي يضع هذه الأسئلة وهل تخضع لمزاجيته وتعقيداته ام ان هناك اسسا واضحة المعالم تحكم واضع الأسئلة ولماذا كثرة التعقيدات والتنمر على الطلبة ولماذا لا تراعى الفروق بينهم وان تكون الأسئلة متنوعة بين السهل والمتوسط والصعب حتى تكون العدالة ماثلة أمام الطلبة.

ان من الضرورة بمكان ان يكون هناك دليل واضح لواضع الأسئلة بحيث تغطي المنهاج ولا تأتي بشيء من خارجه وتكون واضحة لا لبس فيها وان لا يتفاجأ المسؤولون عن التعليم بوجود طلاسم غير معلومة وتعقد لها الاجتماعات لدراستها وحلها وان لا يقع الطالب ضحية لمزاج واضع الاسئلة.