قيل لي كثيراً، أين انت مما يجري في امتحانات هذا العام؟ ألست تدعي أنك تربوي؟ أليس ما يتعرض له الطلبة ظلماً فاضحاً؟! جوابي نعم! أنا تربوي ومهتم، ولكنني تربوي مسؤول! والمسؤولية المقصودة هنا ليست الوظيفة الحكومية، بل المسؤولية الأخلاقية المطلوبة في مثل هذه الأحوال!
ما معنى التنمر الإعلامي على التوجيهي؟! ما معنى تسابق أصوات غير مسؤولة نحو سبق إعلامي؟! وهل مهمة الإعلام خلق الفوضى أم تحقيق الأمن اللازم لإكمال الطلبة امتحاناتهم في جو مقبول؟ ما فائدة التشهير بمسؤول في الامتحانات أو الوزارة؟ هل سيعمل هذا على تجويد الامتحان؟! وهل سيخلق بيئة مناسبة لأداء الطلبة لامتحاناتهم؟!
لا اطالب بلملمة الأمور، وإخفاء العيوب.. كل ما هو مطلوب الآن خلق المناخ الملائم لإكمال امتحان مهم. أما الحلول والمساءلة فليس هذا وقتها! ومن خبرتي في التعليم ، فإن الوزارة – على مدى تاريخها- كانت تعالج أي أخطاء بمعيار الموضوعية ومصلحة الطالب! ولن يسمح لأي خطأ في ورقة أسئلة بأن ينعكس سلباً على نتيجة أي طالب!
كلنا نطالب بامتحانات - قليلة الأخطاء- وليست خالية الأخطاء .. فأداؤنا في التعليم والامتحانات والصحة والرياضة والفن والطرق وحتى السياسة وغيرها أداء يعكس مستوى تقدم مجتمعنا و وعينا! فنحن لسنا ابطال الرياضة ولا الفن ولا غيرها. فلدينا قصور – وهذه ليست وجهة نظر- يعكس مدى تقدم المجتمع حضارياً.. هذه ليست دعوة لملمة الأمور أو تبريرها، فنحن أردنيين وعرباً لم نصل مرحلة الاكتمال ولا الأداء الإتقاني!
إذن.. ما الذي يحدث؟! أنا من أوائل من نقدوا امتحانات التوجيهي منذ ثلاثين عاماً.. ولكن هذه الأيام – و خلال فترة الامتحان – أشعر بضرورة الالتزام بقاعدة واحدة فقط وهي:
كيف نوفر جواً هادئاً لإكمال الطلبة امتحاناتهم؟
أما علاج النقص أو الخطأ فلدى الوزارة إمكاناتها وخبراؤها و حكمتها وليست بحاجة إلى ضغوط مربكة. كما أن الطلبة لا يحتاجون لمثل هذه الضغوط! وأقول بصراحة: يجب أن تكون الامتحانات – قليلة الأخطاء- لأن أي خطأ يربك الطلبة في ورقة الامتحان نفسها وفي أدائه للامتحانات اللاحقة! ولكن أسأل : من المربك أكثر: خطأ في ورقة الأسئلة يمكن معالجته ، أم تنمر إعلامي أربك المجتمع والطلبة وربما الوزارة!
لست ناصحاً لأحد، وأرجو أن لا يغضب من قادوا الحملة الإعلامية على الامتحان وقد يكون بعضها غير تربوي الهدف! بالغتم في تشويش المجتمع وإحباط الطلبة وأثرتم سلباً أكثر من أي سؤال خاطئ!
أما تجويد الامتحان ، فهذا ليس وقته ! فالمطلوب إعلام تربوي يعرف مصلحة الطالب أكثر من نقد الوزارة !