الاطاحة بالرؤوس هل تحل مشاكل الجامعات ؟
ايمن خطاب
20-06-2007 03:00 AM
اول الغيث اطاحة برؤوس من مناصبها ، على صعيد الجامعات الرسمية ، التي شهدت تغييرات مؤخرا ، فالاردنية دلت مؤشرات راشحة من رئيسها وفق " عمون " نيته الطلب الى عمداء الكليات الاستقالة ، " واليرموك " اليوم وفق " عمون ايضا " تتهيأ لتغييرات مرتقبة ، ومضامين الاخبار على مايبدو فيها اصرار على مجانبة الصواب ، في علاج جرح الجامعات الذي استفحل خلال السنوات الماضية .
والمضامين ايضا ، بين سطورها اصرار من الادارات على تتفيه فكر الطلبة ، والتعاطي مع الحال المتردي روحيا وفكريا الذي وصلوا اليه ، وفق الية ترحيل الازمات ، او تحميلها لاطراف اخرى ، ابرزها عمداء ، واساتذة ، وعاملون ، بثوا الفكر المسموم ، الذي حول الجامعات الى ساحات عراك بين الفينة والاخرى ، وما اسهل ترحيل الازمات او القاء تبعاتها على الغير ، من قبل البعض ، الذي استمرأ اشاحة الوجه عن الحقائق والاسباب الحقيقية لما يجري .
اليرموك ، بالمناسبة الان مرشحة الى تجدد المعارك على خلفية غرامات فرضت على الطلبة بحجة تاخر التسجيل ، وحالات التاخر عن التسجيل كثيرة وسببها في احيان كثيرة ايضا ليس الطالب وفق شكايات عدة ، لكن صلاحية الفصل حيال الغرامة بيد الرئيس ، والامن الجامعي حائل بين الطلبة ورئيسهم !! وبذات الوقت شعارنا دوما الحوار واللقاء مع الاخر ، والفصل بين الفرقاء بلغة حوار راقية ، لكن الشعارات مواجهة دوما بالابواب الموصدة من مرجعية الحل !!
لماذا يوصد الباب في وجه الطالب بحجة ان الرئيس اعطى العميد صلاحيات ، فيما الثاني – أي العميد – يعيدك الى مربع الرئاسة بحجة ان مطلبيتك والنظر فيها صلاحية الرئيس ، لتواجه بالباب الموصد ، ولماذا لا يتحول الرئيس الى ما يشبه مدير مدرسة ، يجول بين صفوف طلبته ، يراقبهم ويستمع اليهم ، ويعايش حالتهم ومعيشتهم الجامعية ، التي هي في السياق النظري من امتع المراحل الدراسية ، لكنها عمليا بجامعاتنا قد تفضي بالطالب ليكون من اصحاب الاقامات والتواقيع الجبرية ، لا لشيء وانما لاعتراض على اجراء او قرار لم يتمكن بلغة الحوار من ايصاله .
وارهاصات العشائرية وما افضت اليه على الصعيد الجامعي من نزاعات ، لو تم تدارسها علميا ، لا باسلوب موجه ستفضي الى نتائج متصلة بتشريعات افرغت الحياة الجامعية من مضامين عدة ابرزها " المجتمع الجامعي " ؟؟
مجريات الحال الجامعية خلال سنوات اثبتت ان سنن التغيير غالبا اسبابها ممارسات ادارية ، ودوما ، على صعيد التغيير نراهن على الجديد ، لنتكتشف بعد فترة قصيرة ، ضرورة الترحم على الايام الماضية ، ونعود لاستذكار المثل الشعبي " اللي بروح ما بيجي مثله " والسياق الجامعي ، تنطبق عليه ذات الامور ، فالتغيير في الشخوص ، ليس شرطا ان ياتي بجديد ، وان كان دوما وازعه انتقاد منهجيات ادارية ، افتراضا من الادارة الحكومية انها – أي الادارة الجامعية - لب المشكلة وسببها ، وبالتالي " خلع ضرس الخراب " كفيل بالحفاظ على بقية الاسنان سليمة !!
المشهد المتكرر ، بين حين واخر ، لم يعد ينقصه سوى تضمين قرار الاستغناء عن رئيس الجامعة جملة مفادها " نظرا لاحداث الشغب التي شهدتها الجامعة في عهدكم والتي تعكس خللا في ادارتكم ، قررنا الاستغناء عن خدماتكم " وبالتالي يظهر لنا الدكتور محمد سعيد الصباريني او الدكتور عبدالرحيم الحنيطي - مع خالص الاعتذار منهما - وكانهما اصحاب فلسفات ادارية ، ميعت الامور في عهدهما ، وخرجت عن الطريق القويم ، نحو مفاهيم البلطجة الجامعية .
ترى هل " الخيرة قادمة بموجب التغييرة " وهل نحن بموجب الايحاءات من الانباء مقبلون على حياة جامعية تسودها المودة والرحمة ، والفكر ، وذهنية الاكاديميا المنشغلة في الدرس والابتكار العلمي ، بعيدا عن العصي والحجارة ، التي سادت المرحلة السابقة ، التي يبدو – تحليل ما بين سطور الانباء – يفيد ان الادارات والعمداء وتهاونهم ربما كان السبب فيها ، ليكون ذات السياق مبرر كل تغيير ، يعقبه تطمينات تصدر عن الرئيس الجديد ، عماده الانفتاحية على الاخر ، وتقبل الراي مهما كان ، وان الحوار لغة كل شيء ، لنعود بعدها ، لحمل ما تيسر من حجارة وعصي في نزاع مرتقب !! .
السياق الجامعي الماضي او سيكيولوجيا الشغب التي سادت حتما هي سبب التغيير ، من جانب الادارة الحكومية التي استجابت لظرف خارج عن المالوف ، بدات تشهده جامعاتنا ، لكن الامراض العضوية والاجتماعية ، اذا عرف سببها ، حتما سيبطل العجب ، وبالتالي يمكن التوصل الى العلاج ، بدلا من الاستمرار بالمسكنات ، التي وان ركد الالم بعد تعاطيها ، فهو الى حين انتهاء مفعول الجرعة .
بعض الجامعات قست في الجانب العقابي حيال الشغب ، وقادها للاعلان عن التحضير لدراسة تشخص الحال والمنوال ، وبعد سلسلة انتقادات بتاخر نتائج الدراسة ، دعت لمؤتمر صحفي حيالها ، لاعلان النتائج ، لكن تغييرات الجامعات على صعيد الرئاسة ، تطلبت تاجيل نتائج الدارسة ، بحجة حاجتها لازالة بعض الرتوش واجراءات التنقيح النهائي ، الذي ربما يستغرق زمنا اطول من الذي استغرقه اعدادها ؟؟!! والدراسة بالمناسبة كنا نتمنى ان تقع بين ايدينا استبانتها ، لنحكم ان كانت موجهة ، لا سيما وان الراشح حولها ، وقبل اجراء التغييرات الادارية ، افاد بتحميلها للاعلام مسؤولية التاجيج للعنف الجامعي ، علما ان الدور الاعلامي لم يتعد نقل وقائع تجري في ميدان العراك !
كنا نتمنى ان نسمع بدلا من تسريبات " توقعات بتغييرات ادارية ، والعاملون يترقبون مناقلات ، والكركي يطلب استقالة العمداء " ان نلمس قرارا معلنا مفاده " الادارات الجامعية تحضر لتدارس مشكلات الطلبة ، والتدارس بالمناسبة غير الدراسة العلمية واستباناتها الذكية التي تسعى للحصول على نتائج مسبقة ، بمعنى ان التدارس يمكن ان يتم وجاهيا بين " دولة رئيس الجامعة ، وشعبه الذي يتوق الى تنازله لتفهم احتياجاته ، لا ايصاد الباب في وجهه ، ودبلجة الامر بان الاستاذ الرئيس منح صلاحياته ، لمساعدين ، عند اول مفصل يكتشفون انه سيظل مرجعيتهم في فتح بوابة لمرور صهريج ذات انقطاء مفاجيء للماء ؟؟
Ayman65jor@yahoo.com