بين يدي دولة رئيس الوزراء ..
شحاده أبو بقر
08-07-2021 01:00 PM
تحية وإحتراما وبعد: فلا شك تدركون دولتكم الأهمية القصوى والمصيرية للماء في حياة الشعوب والأوطان والإنسان عموما. فلقد قال الله خالقنا تبارك وتعالى في محكم كتابه "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، أي أن الحياة تتجلى بتوفر الماء، وتنحسر بفقدانه.
ولا شك تدركون دولتكم أن رجل الدولة رئيس أية حكومة في تاريخ أي وطن، هو ذاك الذي يترك بصمة كبرى في إنجاز عظيم تتوارثه الأجيال ويرتبط ذكره بحكومته.
وعليه، فإن من غير المعقول الذي يجافي المنطق أن يصنف الأردن كثالث أو ثاني أفقر بلد في الماء على مستوى العالم. وها نحن نجد أنفسنا في مواجهة المعضلة الكبرى التي أغفلنا أهمية التصدي لها طيلة المئوية الماضية, عندما لم نلتفت كما يجب للعمل على توفير مصادر مائية كافية تغنينا عن " إستجداء الماء ممن يسوى وممن لا يسوى " , بينما يجود علينا رب العالمين وفي المتوسط بعشر مليارات متر مكعب من ماء السماء في كل عام , ولا تتجاوز طاقة ما لدينا من سدود 325 مليون متر مكعب , نحن الذين بتنا مسؤولين ومواطنين نتخوف ليلة ماطرة خشية حدوث فيضانات أو إنهيار سد لا قدر الله , لا بل صارت المياه المتدفقة تتهدد المتاجر والطرقات وسكان الأودية والسفوح !!! .
بإختصار , فلقد إنبرى لساني وقلمي وأنا أدعو وأكتب ومنذ 30 عاما وأكثر , مناديا بضرورة تنفيذ " مشروع وطني " تطوعي ضخم تشارك فيه سائر الوزارات المعنية بمهندسيها وفنييها وآلياتها إلى جانب الجيش والجامعات والبلديات والنقابات والأحزاب والطلبة ومختلف هيئات الوطن , لإقامة سدود صغيرة في كل قرية ومدينة من إربد شمالا حتى العقبة جنوبا وآلاف الحفائر الترابية في طول البادية وعرضها والتي يمكن تحويلها إلى واحات غناء من " شتوة " ليلة واحدة , دون الحاجة إلى دراسات أجنبية وعطاءات مكلفة على شاكلة سد الكرامة الذي كلف عشرات الملايين وتحول اليوم إلى بركة ماء شديد الملوحة ومصيدة لأرواح بعض زواره ويا للأسف !.
دولة الرئيس المحترم : الماء الوافر في كل مدينة وقرية وبادية يعني تحويل الأردن إلى جنات فيها الخصب والسياحة وماء الزراعة والشرب للإنسان وللحيوان والطبيعة الجميلة والثروة السمكية والحيوانية والحرجية والبيئية والمناخ الجميل والمتنفس الجميل لشعبنا الذي يفتقر كله لشيء من ذلك ويا للأسف مرة ثانية .
أناشدك الله, أن تفكر في الأمر مليا وأن تجمع مهندسينا ومختصينا لإعلان حملة تطوعية وطنية يشارك فيها القطاعان العام والخاص , لوضع خارطة طريق لكل مجاري الأودية والسيول التي تملأ الأردن طولا وعرضا بما في ذلك المدن وأولها عمان العاصمة التي لا يرى فيها زائروها سوى حجارة عالية يمينا ويسارا ورصفة حديد في طول شوارعها وساحاتها وميادينها .
مرة ثانية .. حملة وطنية شاملة لا عذر لأحد يحب الأردن في النكوص عن المشاركة فيها طوعا لتنفيذ المطلوب كله بأيد أردنية مباركة بإذن الله , فإقامة سد صغير بسعة200 و300 ألف متر مكعب في كل مدينة وقرية بجهود ساكنيها والمتطوعين وبإشراف فني حكومي وبتبرع المقاولين والمهندسين وكل محب للوطن , سيغنينا عن الإرتهان لأي كان أو إستجداء أي كان وسنطور صورة ومنظر بلدنا لما هو أفضل وأحسن وأجمل في غضون عام واحد لا أكثر .
ختاما .. قد تجد من يضع العصي في الدواليب من متنطعين كثر منه من تساءل بغباء عن قولي في مقال قديم حول هذا الأمر , عن علاقة الماء بسيادة القرار السياسي للدولة ! . لذلك أنصحك مخلصا ولوجه الله ومن أجل الوطن , أن لا تكترث بالسلبيين والعدميين , وأن تبادر بالإعداد لمشروع وطني مهم جدا جدا بعقول وسواعد وخبرات أردنية صادقة مؤهلة مخلصة , وكن على يقين من أن " شتوة " ليلة واحدة لساعات كفيلة بجعل المملكة الأردنية الهاشمية جنات على الأرض . الله جل جلاله من وراء قصدي .