أهلاً بالسفير الاذربيجاني ايلدار سليموف
السفير الدكتور موفق العجلوني
08-07-2021 10:27 AM
اهلاً بسعادة الصديق السفير ايلدار سليموف في بلده الأردن الثاني حيث حط رحاله قبل أيام لتمثيل بلادة جمهورية أذربيجان الشقيقة سفيراً معتمداً مفوضاً وفوق العادة لدى الأردن، بعد ان مثل بلدة العزيز في كل من دولة قطر الشقيقة ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة. ونتطلع ان شاء الله ان يتابع المسيرة لزملائه السابقين وعلى رأسهم سعادة الصديق السفير صابر اغابايوف وسعادة السفير راسم راضاييف.
تتشارك المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية أذربيجان بروابط وصفات ووشائج عديدة لا أجمل ولا أحلى، وقد توجت هذه الوشائج من خلال الزيارات المتبادلة بين جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين و فخامة الرئيس الهام علييف، هذه العلاقة التي ارسى دعائمها كل من جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه و فخامة الرئيس حيدر علييف رحمه الله.
وأهم هذه الروابط شواهد عديدة حية على العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ومن أبرزها تسمية احد شوارع العاصمة باكو باسم المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين و تسمية احد شوارع العاصمة عمان باسم فخامة الرئيس حيدر علييف رحمه الله.
لا اريد في مقالي هذا التحدث عن العلاقات الثنائية بين البلدين، باعتقادي ان اصحاب السعادة السفراء الاردنيين في اذربيجان والسفراء الاذربيجانيين في الأردن قد بذلوا قصارى جهدهم لتعزيز العلاقات بين البلدين، وقد شاهدت بأم عيني النشاطات المعهودة لأصحاب السعادة السفراء بتعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات. وقد تشرفت بالمشاركة بالعرس الاردني بمناسبة عيد الاستقلال ومئوية الثورة العربية الكبرى والذي ضم كبار الشخصيات الآذرية والسفراء والدبلوماسيين وممثلي القطاعات الآذرية المختلفة والذين اشادوا جميعا بمستوى العلاقات الاردنية الأذربيجانية، و الذي اقامه سعادة السفير الزميل نصار الحباشنة في منزل السفارة في باكو في حينه ، حيث تشرفت بالعمل كمستشار سياسي في مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس جمهورية أذربيجان .
ومن خلال اطلاعي عن قرب على واقع الوضع الاقتصادي في أذربيجان و متابعاتي لنشاطات فخامة الرئيس و الحكومة الاذربيجانية و الدراسات والابحاث القيمة التي قام بها مركز الدراسات الاستراتيجية لدى رئيس جمهورية أذربيجان و تشرفي بالمشاركة بهذه التقارير علاوة على تقارير البنك الدولي حول أذربيجان و الفريق الاقتصادي في جامعة اذربيجان الدبلوماسية ، أجد ان هنالك مجالات عديدة يمكن التعاون من خلالها بين الاردن و اذربيجان على مستوى القطاع الخاص و خاصة غرفة صناعة الاردن ، وغرفة تجارة الاردن إضافة الى تبادل الخبرات في مجال البتروكيماويات و الزراعة و النقل و المواصلات و السياحة ، حيث تحتضن كلا البلدين الاردن و اذربيجان مواقع تاريخية ، سياحية و دينية و فرض عديدة يمكن ان تكون مركز جذب سياحي و استثماري لكل من الاردن واذربيجان .
ومن هنا ومن خلال العديد من اللقاءات مع عدد من المسئولين الأذربيجانيين في القطاعين العام والخاص، وكذلك مع المسولين الأردنيين وبالذات مع غرفة صناعة الاردن ورجال الأعمال، وهيئة تشجيع السياحة، أمل مع وصول سعادة السفير السيد ايلدار سليموف ان يتم استغلال الفرص العديدة المتاحة لتعزيز العلاقات بين البلدين، هذه العلاقات التي عزز دعائمها كل من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و أخيه فخامة الرئيس الهام علييف حفظه الله .
راجياً ان يسمح لي سعادة السفير السيد ايلدار سليموف بالتذكير في الفرص التالية والتي اشرت اليها في العديد من التقارير اثناء وجودي في باكو، إضافة الى عدد من المقالات الصحفية المنشورة والتي اكدت فيها على الفرص الاستثمارية المتاحة بين البلدين ، علاوة على لقاءاتي مع أصحاب السعادة السفراء السابقين :
تمتاز مدينة بالتقدم الحضاري والعمراني والجمالي ويمكن تبادل الخبرات في موضوع تحسين المدن وإقامة توأمة بين عمان وباكو، والاطلاع على التجهيزات والاعدادات والترتيبات الرائعة لسباق فورمولا ١ الذي أقيم في مدينة باكو. علاوة على قيام معالي وزير السياحة بتوجيه دعوة الى معالي وزير السياحة والثقافة الاذربيجاني لزيارة الاردن للتعاون في هذا المجال.
قيام معالي وزير الزراعة بتوجيه دعوة الى نظيره الاذربيجاني للتعاون في مجال الزراعة.
قيام معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية بتوجيه الدعوة الى نظيرها الاذربيجاني للتعاون في هذا المجال. وخاصة ان أذربيجان تصدر البترول منذ عام ١٨٢٠.
قيام معالي وزير الصحة بتوجيه دعوة الى نظيره الاذربيجاني لزيارة المملكة للتعاون في هذا المجال وامكانية اقامة مصنع أردني للأدوية والعقاقير الطبية وكذلك للأدوية البيطرية في العاصمة باكو. ويمكن ان يكون استثمار مشترك بحيث تقوم الحكومة الأذربيجانية بتقديم البنية التحتية للمصنع.
التعاون في مجال الجامعات وتبادل الاساتذة وتدريس اللغة العربية للطلاب الاذربيجانيين في الجامعات الاردنية.
التعاون في مجال النقل الجوي والركاب والمسافرين.
و من الجدير بالذكر ان مدينة باكو قد اصبحت لؤلؤة بحر قزوين ومنطقة الكاسبين وتتمتع بأكبر بولفارد في العالم، وقد امست هذه المدينة منطقة جذب سياحي اخاذة بجمال سحرها، واناقتها ونظافتها وجمال شواطئها واسوارها وابراجها القديمة والحديثة وكرم اهلها، يؤمها الزائرون من كل مكان وخاصة من دول مجلس تعاون الخليج العربية ، وخاصة بعد صدور مرسوم جمهوري بمنح تأشيرة الدخول لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي في المطارات الاذربيجانية، حيث نتمنى ان تطبق هذه المعاملة على الاردنيين بنفس الدرجة.
في ضوء ما تقدم ، وبوصول سعادة السفير الصديق ايلدار سليموف المعروف بنشاطه و محبته للأردن، لا بد ان يكون هنالك تحرك مشترك على الجانبين الاردني و الاذربيجاني وخاصة القطاع الخاص نظراً لتوفر فرص استثمارية عديدة يمكن ان تساهم في رفع الاقتصاد لكلا البلدين نظراً لتوفر الارادة السياسية والعلاقات المتميزة بين كل من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وأخيه فخامة الرئيس الهام علييف.
ومنذ ان حط رحاله في عمان، فقد أشاد سعادة السفير سليموف بأهمية الدور الذي يضطلع به الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني لتحقيق الامن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكد على اهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
انا متأكد ان سعادة السفير لما عرف عنه من دور دبلوماسي مميز في مسيرته الدبلوماسية وفي ضوء العلاقات الأردنية الأذربيجانية المبينة على اسس متينة ، سوف يعمل على تطوير هذه العلاقات والبناء على ما تم انجازه في مختلف المجالات ، وقد ساهم إقامة سفارتين في كل من عمان و باكو منذ ٢٨ عاماً على تعزيز هذه العلاقات ، وخاصة بوجود روابط تاريخية وقيم دينية و ثقافية و دبلوماسية و سياسية بين البلدين و الشعبين الشقيقين الأردني و الاذربيجاني.
بنفس الوقت، بالرغم من العلاقات الطيبة بين البلدين ، الا ان هذه العلاقة وخاصة في الجانب الاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي لم ترقى الى طموح البلدين الشقيقين. و من هنا هنالك مسؤولية كبيرة تقع على صاحبي السعادة السفير سليموف و السفير الأردني في باكو الزميل سامي غوشة بوضع تعزيز العلاقات في هذه المجالات كأولوية قصوى و عاجلة و العمل على إزالة اية عوائق لوجستية في سبيل اخذ هذه العلاقات الى معارج التقدم و النجاح . ونتطلع لزيادتها وتعزيزها في مختلف المجالات وخاصة في تبادل الوفود بين البلدين وانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لدورها في استغلال الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بهدف تعزيز وتنمية العلاقات و على كافة الأوجه، و خاصة في إعادة احياء خط الطيران عمان باكو عمان لما يسهم في تعزيز السياحة بين البلدين و التبادل التجاري. وخاصة ان اذربيجان تشكل حلقة وصل بين عدة دول محيطة بها منها جورجيا وروسيا واسيا الوسطى. و كذلك الأردن تشكل المركز الرئيس في الشرق الاوسط و خاصة الدول العربية .
اكرر ترحيبي بسعادة السفير الصديق ايلدار سليموف في بلده الثاني و متمنين لسعادته طيب الإقامة و ان يساهم بتعزيز العلاقات بين البلدين، مؤكداً لسعادته انه سيلقى كل تعاون من وزارة الخارجية و شؤون المغتربين و كافة المؤسسات الحكومية و القطاع الخاص ، وفي ضوء العلاقة الأخوية بين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين واخية فخامة الرئيس الهام علييف و الشعبين الأردني والاذربيجاني.
والله ولي التوفيق..