عربة الأمانة ومعالجة الموقف
د.ضيف الله الحديثات
08-07-2021 08:58 AM
لا شك ان حادثة تحطيم عربة بائع بسيط من قبل كوادر أمانة عمان أمس الأول، كانت غريبة على المجتمع الاردني المتراحم المتعاطف والمتكاتف من حيث الطريقة والاسلوب، وكانت مادة دسمة للنقد والتندر وكيل الاتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أن البعض حاول استغلالها للتجييش والتنمر وتأليب الرأي العام ضد أجهزة الدولة، مستغلا الحادثة، لخلق حالة من الفوضى والفتن والقلاقل في مجتمعنا الآمن، الذي انتصر على الربيع العربي، وخرج منه أكثر قوة ولحمة وصلابة ومتوافقا على شرعية القيادة الهاشمية الدينية والتاريخية وملتفا حول راية مملكتنا عالية خفاقة.
امين العاصمة الدكتور يوسف الشواربة، بعد حادثة العربة اتخذ قرارا سريعا وصف بالجريء والذكي في الوقت نفسه، حيث اعفى مدير السوق المركزي من مهام عمله فورا، وعين مكانه مديرا جديدا يقال انه رجل قانون، اي قادر على ضبط إيقاع العمل في السوق ضمن إجراءات قانونية وتعليمات محددة دون زيادة أو نقصان.
رئيس الوزراء بشر الخصاونة لم يغب هو الآخر، فتحرك فورا لأمانة عمان في زيارة سريعة للاطمئنان، تقديم تعليماته خلالها، واكد على ان بعض المظاهر في إزالة المخالفات غير مقبولة ويجب حلّها في إطار القانون ومنظومة قيمنا الأصيلة.
طبيعة المجتمع الاردني عاطفي، لا يرضى التضييق على الناس، ولأن الاعتذار من شيم الكبار، وهو ما تأكد حين قدم امين العاصمة مبلغا ماليا، من ماله الخاص لصاحب العربة لشراء واحدة جديدة، كما وعده بترخيصها فورا ضمن التعليمات المرعية في الامانة .
لا شك ان رد الاعتبار بهذه الطريقة، هو رد اعتبار لكل الرافضين للتصرف والمتعاطفين مع العامل في ظل شح الظروف الاقتصادية تعمق الفقر والبطالة، واحتواء الموقف سريعا يؤكد على المرونة التي يتمتع بها الأمين، والحس العالي من المسؤولية، حيث استطاع أن يوقف حالة المهاترات والمزايدات عند شريحة لاباس بها، ونزع فتيل أزمة لا قدر الله.
اما النجاحات التي حققتها الأمانة في عهده، يستحق عليها الشكر والثناء، والتي تأتي رغم جغرافية عمان المترامية، وتزايد عدد السكان الذي تجاوز 4 مليون نسمة، هذا فضلا عن اتساع الطلب على الخدمات .
رغم هذا وذاك علينا أن نعترف أن الأمانة تقع في أوقات كثيرة ما بين المطرقة والسندان، فالشكاوى حاضرة دائما على المخالفين من الباعة غير الملتزمين، الذين يفترشون الأرصفة أو يتجولون في الشوارع ويعيقون حركة الناس، وتتهم الأمانة بالتقصير في أداء واجباتها التنظيمية، وفي الوقت نفسه نكيل لها الاتهامات انها تغالي وتبالغ في إجراءاتها ضد المخالفين .