هو وضع مأساوي، بل هي كارثة بشرية، هذا بإختصار ما يمكن إطلاقه، على حادثة الغرق التي وقعت مساء أمس الثلاثاء في سد الكرامة غرب محافظة البلقاء،بل لا يمكننا وصف الأمر الذي حدث إلا بالكارثي.

لا نعرف كيف دخل الأطفال إلى سد الكرامة ،كما لا نعرف ما الذي جاء بهم إلى منطقة السد ،ولا يهم ذلك ،غير أننا نعرف أن عائلة فقدت فلذات كبدها،وهم أربعة من أطفالها في حادثة واحدة،بعد أن غرقوا في مياه السد،في حادثة لا يمكن وصفها إلا بالكارثة الحقيقية ليس للعائلة فحسب بل للوطن.

غير أن حادث غرق الأشقاء الأربعة الذين غرقوا في سد الكرامة ،قد تكون مختلفة قليلاً،وذلك لإرتفاع عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم غرقاً في السد من ناحية،ولكونهم من الأطفال ومن عائلة واحدة من ناحية أخرى ،إضافة لعدم معرفة سبب حضورهم إلى هذ المكان ،والذي يُرجح سبب مجيئهم من أجل السباحة ،بسبب إرتفاع درجات الحرارة ،وعدم معرفتهم،أو درايتهم ،وإدراكهم لخطورة السباحة في مثل هذه الأماكن بسبب صغر سنهم.

كما تُعيد هذه الحادثة للأذهان عشرات حوادث الغرق المشابهة، والتي وقعت في العديد من السدود، والبرك الزراعية في مختلف مناطق المملكة ،وذهب ضحيتها عشرات الأشخاص من الشباب والأطفال،نتيجة للإقتراب من هذه السدود ،أو السباحة فيها خاصة في الأجواء الحارة،رغم تحذير الجهات ذات العلاقة ،ومنع الإقتراب منها،أوالسباحة فيها.

وحادثة سد الكرامة ،والتي فقدنا فيها ،كما فقدت عائلتهم أربعة من الأطفال الأشقاء ،والذين لا يزيد عمر أكبرهم عن عشر سنوات ،كما لا يزيد عمر الأصغر عن خمس سنوات ،تدق ناقوس الخطر حول ضحايا مياه السدود،والبرك الزراعية الذين يلقون حتفهم يوميا ،في ظل تزايد مثل هذه الحوادث والتي تحصد أرواح أبناء الوطن ،وبخاصة الأطفال منهم.

وأيا كان الدافع ،أو الأسباب التي جعلت هؤلاء الأطفال يتوجهون لمنطقة سد الكرامة ،وبالتالي يلقون حتفهم فإن المسؤولية تقع حتما على الجهات المعنية ،والتي يجب أن تشدد الرقابة على السدود،ولا تسمح بالإقتراب وخاصة للأطفال من مناطق السدود ،او السباحة في السدود لمختلف الفئات العمرية ،كما توجد مسؤولية على الأسرة والتي يقع على عاتقها مسؤولية رقابة الأطفال ،ومنعهم من الإقتراب من المناطق الخطرة،والسدود من ضمنها،ونقول لهم:عظم الله اجركم في مصابكم الجلل،وعظم الله أجرنا في مصائبنا.

ورغم وجود سياج على منطقة سد الكرامة ،كما هو الحال بالنسبة لبقية السدود الموجودة في مختلف مناطق المملكة ،وكذلك وجود اللوحات التحذيرية،والتي تمنع الإقتراب من السدود،أو السباحة فيها إلا أن عشرات الحالات تذهب سنويا ضحايا للسباحة،او الإقتراب مة السدود والبرك الزراعية خاصة الأطفال الذين يجدون المياه ملجأهم للعب والسباحة في المناطق الحارة.

وكذلك فإنه لا يُسمح بإقامة البرك الزراعية قبل اخذ الموافقات من جهات عدة كوزارتي الزراعة و البيئة وإقامة السياج عليها لمنع الاقتراب منها ،أو السباحة فيها ،غير أن حوادث الغرق فيها تتكرر سنويا ً وبخاصة في مناطق الأغوار.