ما قصة سيدة المجتمع جوليا؟
07-07-2021 12:28 PM
عمون - روى رجل الأعمال الأردني جمال لطوف قصة سيدة المجتمع التي التقاها لأول مرة عام 1982 بمجمع النقابات في عمّان "جوليا".
وتدور احداث قصة جوليا التي رواها زوج الوزيرة السابقة هالة بسيسو لطوف، حول احداث الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982.
وتاليا ما كتبه:
جوليا سيدة مجتمع كنت قد تعرفت عليها في مجمع النقابات المهنية في عمان خلال الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 82، حيث كانت قد واصلت الليل بالنهار كي ترسل المساعدات الانسانية إلى ضحايا الهجوم الوحشي هناك.
انتهت المعركة في لبنان واستمرت صداقتنا، واستمر الاحتلال في حربه واستمرت جوليا في عملها التطوعي الانساني من اجل مساعدة اللاجئين، وقررت اخيرا ان تتبنى احد اطفال لبنان الذين فقدوا جميع افراد عائلتهم اثناء الحرب، ونجحت بذلك رغم صعوبة المتطلبات الرسمية والاجتماعية. فوصل الطفل اليتيم الى عمان لا يحمل اي صفة او لون او أسم، فقررت جوليا ان تطلق عليه اسم "علي".
عاش علي في كنف السيدة جوليا وزوجها رجل الاعمال المحترم الياس عيشة راغدة فأرسلوه الى افضل المدارس ومن ثم الى احسن الجامعات، فتخرج علي وعمل مساعدا "لأبوه" في مصنعه المميز في عمان. وانتقلت ادارة المصنع وملكيته الى علي بعد وفاة المرحوم "والده". الا ان مشيئة الله كانت ان يموت علي نتيجة اصابته بمرض السرطان وهو في اوائل الثلاثينيات من عمره مما ترك الكثير من الحزن في نفس جوليا.
مرت الأيام، وحفاظا على خصوصية جوليا، وانقطعت الاتصالات معها ولأكثر من ١٥ عاما. وعلى مدى فترة الانقطاع هذه كنت قد حاولت الاتصال معها الى ان تمكنت مؤخرا بالحصول على تلفون الممرضة المسؤولة عنها، شعور غريب جدا عندما اتصلت مع الممرضة التي امطرتني بالاسئله عن سبب اتصالي هذا، أقنعتها اخيرا ان تخبر جوليا ان جمال يرغب بالكلام اليها فتحدثت اليها.
كلام فيه الكثير من العمق كأشجار زيتون القدس وفيه الكثير من الطعم كزعتر جنين وفيه الكثير من الالم ولكن ليس بحجم خسارة فلسطين.
عاتبتني جوليا وقالت "وينك يا نوري، ما بتسأل عني"، فأجبتها "بعدك حلوة يا جوليا" فضحكت وقالت "ما بقدر امشي بدون عكازة".
بالأمس ذهبت وزرت جوليا فهي ما زالت "حلوة" وما زالت تتكلم عن يافا وحيفا والقدس وبيت لحم وغزة وطولكرم.