الخلل في الروح الجمعية (2)
د. ذوقان عبيدات
05-07-2021 05:28 PM
ذكرت في مقالتي السابقة بنفس العنوان أن الشخصية الأردنية الأصلية تمسكت بمجموعة من القيم ولدت سلوكات مثل: يا ويل اللي يعادينا! وقد عادانا كثيرون ولم نلحق بهم ويلًا!
نقلع عين اللي يعادينا! ولم نقلع عينًا!! وتفاخرنا بأدبنا وأغانينا بدبابات ليس من صنعنا، وقلنا ليس المهم من صنعنا المهم ان نستخدمها بإرادتنا! هذا وغيره مفهوم مثل:
تمسكن حتى تتمكن!
اتق شر من أحسنت إليه!
الإيد اللي ما بتقدر تعضها، بوسها!
هذا مفهوم وقد يقبل في حالات فردية! ولكن أن نتهم من أحسنا إليه، فهذه دعوة لعدم عمل أي معروف مع أحد، والمهم وما هو غير مفهوم أيضًا، تلك الروح التي انسابت علينا مع الهدف مرصود والرشاش جاهز!
والهدف هنا هو كل من يخالفك رأيا، سواء في السياسة أو العلاقات أو حتى في شؤون اكلتك المفضلة!! فالويل لمن يحمل رأيا مخالفًا لرأي الرماة فوق الجبل! يصطادونك فريسة باسم الوطنية الأردنية وحب الوطن والهوية الأصلية، ولن تستطيع حماية نفسك من غزارة السهام!!
هذا هو الهدف! أما الرشاش فهو صليات من السباب والشتائم والتخوين، يقول كامل نصيرات: احمي ظهرك ممن حولك! فالرماة يحيطون بنا، اعتدنا على رشاش التكفير وسهام التكفير، واليوم انتقلنا إلى رشاش الوطنية والهوية والمواطنة!!
لن أقول رأيي في السياحة الدينية – التي أسميت بالشيعية – ولكن أفكر في أولئك الذين عبروا عن تأييدهم للسياحة وخاصة الدينية ورأوا فيها حلا لمعاناة طويلة!! كيف تعرضوا لهذا الرشاش.
جمال الشلبي هو الهدف الأخير بعد قيس زيادين ومهند محادين. حيث ضبطوا متلبسين بدعم السياحة على حساب الأمن!! وهؤلاء القوم: أعداء السياحة!
اعتبروا السياحة الإسرائيلية أمنا، والإيرانية تهديدًا، اعتبروا أن إيران دولة توسع وأن إسرائيل حمامة سلام!! والأكثر خطورة، إنهم اعتبروا المجتمع الأردني هشًا لن يستطيع مقاومة الإغراء الشيعي، وأن الأمن الأردني لا يستطيع مقاومة السحر الشيعي!!
ملاحظة:
ماذا لو نمت إجراءات كاملة للسيطرة على المخاوف السياحية الشيعية! هل ستوافقون عليها؟
هي السياسة وألاعيبها! هي لعبة الاستخبارات الدولية والمجاورة التي جعلت إسرائيل أمنا وإيران تهديدًا.