بالبداية نكاد نرى أن جميع شعوب العالم تحاول جاهدة التخلص من الكثير من الأعباء السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية من وجهة نظرها في بعض الأحيان، لكن لماذا ينجح بعضها ويفشل بعضها في تحقيق الغاية الحقيقية لتلك المطالب التي وللأسف قادت بعض الدول للخراب عوضا عن العمران الذي تطمح إليه.
قبل كل شيء يجب طرح كافة الملفات المفصلية أو التاريخية على طاولة الحوار والنقاش لتجنب الخوض فيها لاحقا والاختلاف فيها، أي باختصار التعامل مع المخاوف المحتملة والاتفاق بين جميع الأطراف على الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها أو حتى خوض النقاش فيها لاحقا باعتبارها ثوابت وطنية لا اختلاف ولا خلاف عليها ويتم محاسبة وملاحقة كل من يقوم بفتح ملفاتها لأسباب تخريبية أو أسباب دنيئة أخرى.
لا ننسى الاتفاق على البديل الصحيح لحجم الفراغ الذي يترك إذ يعتبر الفراغ احد أهم أسباب فشل هذه الإرادات الشعبية فعلى سبيل المثال لا الحصر لا يمكن المطالبة بإقالة حكومة دون دمج المطالبة بشكل الحكومة التي تليها وكأن الأمر حدث ويحدث فعلا لأن الفراغ له احتمالان إما العودة للحال السابق أو ازدياد الأحوال سوءا أكثر مما كانت عليه ويعود ذلك لطبيعة الهدوء ما بعد العاصفة التي تلي الاحتجاجات في طبيعة التفريغ البشرية للضغوط.
لنتكلم عن الوعي الواجب توافره أيضاً عند الشعوب قبل المغامرة للمجهول الذي لا يتمناه أي وطني لوطنه، لأهمية الوعي في ادارة الظروف والنتائج لأي فعل او ردة فعل، كما يتحتم على الشعوب اتخاذ القرارات الحاسمة بنفسها دون تدخل في شؤونها لأن لا احد يريد الأفضل لغيره، لأن الوطن يستحق الأفضل إذا لنفعل الأفضل لأجلنا ولأجله.