سأعيد ترتيب أيامي المبعثرة فقد أتعبتني وحدتها وقسوتها.. في رحلة البحث عن ذاتي..
سأعيد تصفح أوراقي وأتوقف كثيراً أمام أسماء وحروف في كل صفحة منها أجدهم حاضرين بها.. لعلهم كانوا لا يستحقون سوى وجودهم بورقة النهاية..
سأعيد رؤية الوجوه التي من حولي مرات ومرات.. فنحن لا نتقن رؤيتها كما هي.. لأن الاقتراب يلغي الكثير ويحلق بنا لصدق نحن فقط من نوجده..
سأعيد ترتيب أحزاني لربما أجد ذاتي من جديد.. فالاستغراق بالألم سيجعلني رفيقة دائمة لكل وجع مر بأيامي.. لا أقوى حينها على مغادرته أو التخلي عنه لأحيا فقط..
سأكون أكثر رأفة مع مخاوفي وأحلامي وأدعها تأخذني لكل لحظات الصدق بالحياة..
سأمر من أمام من أحب دون أن يتملكني الضعف.. فذاك الضعف هو فقط من جعل الكثيرين ممن أحببتهم ينسجون سعادتهم ووجودهم لأتألم أنا..
سأعيد قراءة الحياة كما هي..
لحظات من السعادة وآخرى من الألم.. أيام لقاء وأخرى رحيل..
قلوب تمتلك من الصدق ما يجعل غيابها مؤلما.. وأخرى بغيابها نعود نحن لأنفسنا كما كنا بألق العمر وجماله..
سأعيد قراءة الحياة بعد كل ما مضى.. بتراكمات الأيام والسنوات بخيبات لم أكن استحقها.. وبتجارب بقدر ما آلمتني.. منحتني نضجاً بات يغنيني عن آخرين كان مرورهم عابر بأيامي..
سأعيد البحث عن ذاتي بمنأى عن كل ما مر بي.. فقد أتعبتني تلك الأوراق التي كلما عدت إليها أدركت كم نظلم أنفسنا عندما لا نراها ونرى كل من حولنا سواها..
عندما نستغرق بالعطاء والحب وكأننا نتصل مع الآخرين بنبضات قلوبهم ورؤيتهم للحياة فلا نعود نحن.. إنما هم...
سأعيد البحث عن ذاتي بورقة أكون بها أنا مرفأ أيامي.. أتمكن بها أن أستنشق رائحة الحياة برغم آلامي وأحلامي وتجاربي...
فعندما أكون أنا.. حاضرة بأوراقي لربما حينها أتمكن من كتابة حروف اسمائهم وأراهم كما هم... وأعيد ترتيب مكانتهم بـأيامي كي لا أتعب من جديد..
(الرأي)