يواصل الكيان الصهيوني الغاصب حملته الشرسة على المسجد الأقصى والقدس المتمثلة في منع المصلين من الصلاة وإطلاق الغاز المسيل للدموع والاعتداء عليهم بالضرب واعتقالهم والاعتداء على الحراس وما إلى ذلك في محاولة لمحو هوية القدس وتهويدها على الرغم من اتفاق الهدنة والتهدئة وعلى الرغم من اتفاقية السلام مع السلطة الفلسطينية.
لقد وجد الكيان الصهيوني ان الصمت العربي والإسلامي تجاه الاعتداءات المتكررة على القدس وغزة تربة خصبة للامعان في سلوكه العدواني والتنكيل بالشعب الفلسطيني.
العرب متفرقون في دول عديدة وكل دولة منشغلة بمصالحها الخاصة ولا يؤلمها جروح الآخرين ومعاناتهم ولا تستطيع دولة عربية بمفردها مواجهة هذا الغاصب الذي يعرف من أين تؤكل الكتف.
مؤلم ان ترى هذه الأمة ممزقة ومبعثرة بحيث يسهل اصطياد كل جزء منها على حدة بعد هذه الفرقة والشحناء وكما قال المهلب ابن أبي صفره:
كونوا جميعا يا بني اذا اعترى خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت افرادا
هذه الأمة تجمعها عقيدة واحدة ولغة واحدة وتاريخ واحد وجغرافية واحدة وهموم مشتركة ومصير واحد فكيف لا تبالي بالوحدة والانسجام وتشكيل جسم واحد فمواردها الاقتصادية والمالية ومساحتها الجغرافية وقدراتها البشرية والعسكرية تؤهلها لتكون في مصاف الدول القوية التي يحسب حسابها ويكون لها موقفها المؤثر على الساحة الدولية ويكون لها مهابة عند اعدائها.
لن يبرح هذا الكيان الصهيوني الغاصب مكانه وتشغيل آلته العدوانية ما دام يرى هذه الأمة على حالها.
وحدة الأمة هي قوتها وسوطها ونجاحها في صد الأعداء المتربصين بها وليس استجداء الغرب والشرق والعيش على فتاتهم ووعودهم الزائفة.