التخوف من إيران سياسة وسياحة
د. خلف ياسين الزيود
04-07-2021 09:12 AM
إن السمة العامة للسياسة الإيرانية الداخلية والخارجية ومنذ 1979 هي سياسة يغلب عليها الطائفية وحماية تركيبة الحكم الإسلامي الخاص بها كما بنته من أيام الخميني وهي بهذا جلبت لها عزلة إقليمية منذ البداية، فقامت بالمقابل تعويض ذلك ببناء علاقات مع منظمات وجهات داخل الدول الاقليمية، مما جعل سياساتها كلها مشبوهة وغير مقبولة اقليمياً.
نحن لا نعرف التطرف السني ولا الشيعي من قبل ان تولد دولة إيران 1979 لا بل عمدت السياسة الإيرانية هذه على تغذية كل التطرف واساليبه وصناعة رجال ودعاة له، وسيدت ونصبت زعامات شكلوا منظمات مدعومة بكل أنواع الدعم فصارت في بعض الدول تهدد نظامها وتتحكم به كيف تشاء.
وحيث بات الجميع يعرف ويحس بالصبغة الطائفية في كل السياسات الإيرانية وخصوصاً في منطقتنا العربية ومنذ انهاء نظام صدام حسين، والبدء بصناعة وولادة ما سمي بالربيع العربي، فصار هذا الامر سلوكاً واضحاً للسياسة الإيرانية في كل الشرق الأوسط وما يحدث في سوريا والعراق وقبلها لبنان أدق الأمثلة على هذه السلوكيات الطائفية، وللأسف فان كل الحروب الاقليمية الأخيرة مبنية على أساس طائفي مصادر ينابيعه إيران.
اذاً هل من وجوبية الانتباه الى سلوكيات إيران؟ نعم ونعم، نحن لا نرغب بعلاقة معها لا سياسة ولا سياحة، لا نريد علاقة مع دولة خلقت ظاهرة السنّة والشيعة، ونشرت وأطرت التفرقة والفرقة بينهم كمسلمين، نحن لا نريدها تستغل الأوضاع الاقتصادية لتدخل بين افراد المجتمع الأردني وتلعب بعقيدتهم وسنتهم القومية، أو تؤسس لشيء تسمنه وترعاه تحت أي حجة إنسانية أو صداقة وغيرها، يخرج علينا بعد سنين يلعب بوحدتنا وعقيدتنا ويصبح واقعاَ لا يمكن التخلص منه أو تجاهله مغيراً بذلك خصوصيتنا الأردنية العروبية.
ان المتغيرات والتطورات الإقليمية الجديدة، وسعي بعض الدول في الاقليم مع جهات دولية الى خفض التوترات واجراء تفاهمات مع إيران أو تقارب من أجل تخفيف أو إيقاف النفوذ والاهداف الإيرانية ووكلائها، انما هي بين حكومات وليست بين استراتيجيات.
ان منطقتنا هي منطقة حروب دائمة بسبب انها ذات ثروات كبيرة وكثيرة وسوف تبقى منطقة تجاذب وتنافر دولية وإقليمية، ولكن الجديد فيها أن تحقيق الأهداف لهذه الدول بات يعتمد ويدخل في حساباته الشعوب والعمل على جعلها وكيلاً ومحققاً لهذه الأهداف مقابل لا شيء.