كيف وصلنا إلى درجة الحساء؟
رمزي الغزوي
04-07-2021 12:52 AM
الضفدع الوحيد الذي استطاع أن يتسلق الجدران الزلقة كان أصم. فحين سقطت مجموعة من الضفادع في هذه البئر العميقة حاولت أن تتسلق جدرانها الصعبة. لكن جمهور الضفادع الذي إصطف يراقب المشهد كان سلبياً حد الإحباط، فالكل راح يبث روح الهزيمة في نفوس المتسلقين، وأوهمهم بعدم القدرة على إتمام المهمة: لن تستطيعوا الوصول إلى هنا. من الأفضل أن تستسلموا لقدركم المحتوم.
تساقط المتسلقون على وقع مهاميز الإحباط واحداً تلو الآخر، إلا ضفدع وحيد وصل بكل حماس إلى وجه الأرض قافزاً بين الجمهور. وحين دققوا في شكله، عرفوا أنه الضفدع الذي ولد مطموس الأذنين، ولولا هذا العيب الخلقي لكان الآن في قعر البئر يبرد مع المستسلمين.
قريبا من هذا الدرس التدريبي على فنون (التطنيش) وعدم الإلتفات لأصوات من تترجى منهم أن يأخذوا بيدك. سيتذكر بعضنا قصة الضفادع التي يرمى بها في طنجرة ماء مغلي، وكيف كانت ترتد قافزة بسرعة البرق بكل قوة لتخرج من هذا الجحيم. إنه الاستجابة السريعة للخطر الكبير المباغت.
بعض العلماء اللئام قالوا لنا إننا نستطيع أن نجعل الضفدع ساكناً في طنجرة ماء مغلي بطريقة (التدريج المتسلسل للحرارة). كيف؟. نضع الضفدع في قدر الماء بارد، ثم نبدأ برفع درجة حرارة الماء بتقوية النيران تحت الطنجرة.
الضفدع سيبدأ بالشعور بالحرارة من حوله، لكنه سوف يؤجل القفزة التي تنجيه من جحيم منتظر. ثم سترتفع حرارة الماء أكثر فأكثر والضغدع ساكن يسوف القفزة المنجية. وهكذا يبدأ جلده بالتأقلم قائلاً في جوانية نفسه: سأقفز بالوقت المناسب، لكن الحرارة تصل إلى درجة الغليان ليتحول إلى حساء عتيد.
الدستور