الدول التي تسعى لمحاربة الإرهاب وتخطط له وتنفق مليارات الدولارات عليه وتجييش الجيوش وتعد العدة وتؤلف الوحدات الاستخباراتية لمواجهته وتصرف كثيرا من الوقت والجهد تحت هذا الشعار لم تضع تعريفا للأرهاب ولم تصل إلى مضمونه الصحيح وأسبابه ومسبباته.
ولكن الذي يسود على أرض الواقع ان دولا عظمى ركضت وراء هذا الشعار وتخطت مفهومه واتخذت من هذا المسمى ذريعة لغزو بلدان عربية واسلامية وتدميرها وشل قدرتها وتأخير التنمية فيها وخلق حالة من عدم الاستقرار دون تحقيق الهدف المنشود.
ينبغي أن لايتخذ من مكافحة الارهاب وسيلة لخلق الارهاب وتكريسه ووسيلة لاستعمار الشعوب ونهب مقدراتها وتدمير بنيتها التحتية وجعلها سوقا لتصريف منتجاتها وتركها في حالة اضطراب دائم وإنما التعامل مع هذا الهدف بموضوعية والتفريق بين الارهاب والدفاع عن الحقوق المغتصبه.
هل سألت تلك الدول نفسها واجهزتها الاستخباريه عن سبب الارهاب الحقيقي وهل تلك الدول تمارس الارهاب بسياساتها الجائرة وفاشيتها وعدوانيتها واستغلالها لثروات الشعوب وتحطيمها لامالهم والوقوف مع الظلم والجور وانتزاع حقوق الآخرين.
أليست البطالة والفقر والظلم وغياب العدالة وسلب الاوطان والاعتداء على حقوق الشعوب في أرضهم وخيراتهم وارزاقهم سببا للأرهاب المزعوم.
كلنا ينبذ الارهاب و يسعى إلى الأمن والاستقرار والعيش الكريم وينبغي ان تتوحد الجهود لتجفيف منابع الارهاب بمعالجة أسبابه ومسبباته الحقيقية من خلال البحث والاستقصاء والدراسة العميقة ووضع الأمور في نصابها الصحيح.