علينا ان نحتفل بالابداع والابتكار ، وفي حقول علمية وطبية وتكنولوجية حقق شباب اردنيون نجاحات ، وسجلوا عبقرية اردنية ريادية في الابداع والابتكار .
اخبار تدعو الى الفخر والاعتزاز الوطني وتضاهي ما يردنا من اخبار عن العلم والمعرفة في المانيا وكندا وامريكا واوروبا ، وان نجد طالب توجيهي في الكرك اسامة الطرايرة يبتكر كلية اصطناعية ، ويحظى الابتكار باعتراف دولي .
و الخبر الثاني ، ابتكار علمي عبقري للشاب عبدالرحمن الحباشنة الذي اطلق «نظام ديكابولس» لمنع غش زيت الزيتون ، وذلك باستخدام» البوك تشين « ، واطلق قبل ايام في مؤتمر صحفي النظام بالشراكةمع (النقابة العامة لاصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الاردنية) والمؤسسة العامة للغذاء والدواء ووزارة الزراعة .
وكان الموقف اللافت ، وليس غريبا من المهندس نضال السماعين مالك «معصرة السماعين» في الوسية ، وذلك باعلانه عن عدم التاخر في اطلاق هذا النظام الالكتروني في الموسم القادم لحماية زيت الزيتون المحلي من الغش والتزوير ، وما قد ادى ذلك للالحاق اضرار فادحة في الاقتصاد الزراعي وانتاج زيت الزيتون ، ودون شك ان ظاهرة غش الزيت ارقت الحكومة والمزارعين واصحاب المعاصر ، وعجزت السلطات الرسمية عن محاربتها بما ينعكس من اضرار وخسائر على الاقتصاد وصحة المواطن .
الابتكاران العلميان وجدا طريقهما الى النور والحياة ، وبمثابرة وجلد وحفاصة القائمين عليهما استطاعتا ان يشقا طريقهم في مسالك العلم ، ولولادة الفكرة ونجاحها ، وان يضعها قدميهما على درب الابداع والعلم والتقدم ، ان يقدما للدولة الاردنية ما عجزت عنه جامعات ومؤسسات وهئيات عملية وبحثية .
كتبت عن قصتي الابداع والابتكار ، وذلك ايمانا مني بالاحتفال بالعقل الاردني . وان الاردن بلد ابداع وابتكار ، وان العقل الاردني ليس عاطلا ولاهيا ، وتكراريا ، وغير منتج وقادر على الخلق والابداع . في بلادنا عقول ومواهب وشجاعة علمية وبحثية وفكرية ، ونماذج وطنية نعتز ونفتخر بها قادرة على وضع الاردن على خارطة العلم والمعرفة والابداع والابتكار .
في المهجر ، هناك اردنيون كثر . مهاجرون في بلاد الاغتراب ، مواهب متميزة في علوم ومعارف تجريبية وانسانية . والاقتصاديات المتقدمة والواثبة تستثمر في العلم والابداع والابتكار ، وتتسابق على رعاية المبدعين والمبتكرين ، وتحتضن وترعى ابداعاتهم ، ولا سبيل الى اقتصاد وتنمية دون الاستثمار بالعقول اولا .
كان الاردن مضرب مثل عربيا واقليميا ، ومستودعا للمواهب والابداع والابتكار ، والنظام التعليمي المدرسي والجامعي ، وقبل ان يتراجع ، ويصاب بالخمول والهشاشة ، والكسل ، وسوء ادارة العملية التربوية وتشويش المناهج، وكان مخزنا لاينفد بانتاج ابداع وعبقرية اردنية .
الاستثمار بالعلم والابداع والابتكار ليست قصة تجارية و»بزنس « . نحتفل اليوم بشباب مبدعين من الاطراف البعيدة من قرى الكرك والجنوب المنسي والمهمش لم يدرسوا في مدارس خاصة وجامعات خاصة ، وليسوا من وليدي التعليم المدرسي الاجنبي والدولي والتعليم الطبقي : الترفيهي والاستهلاكي ، وتعليم الطبقة الحمراء في عمان وضواحيها .
و سر احتفالي هنا ، واكرر ايماني فان هناك مئات بلا الاف من الاردنيين يكنزون في عقولهم ابداعا وابتكارا وتفوقا .. ولربما ينقصهم اللحظة المواتية
لولادة الفكرة والابداع .وما يحققه المبدعون هو حصيلة موروثة ومتراكمة وحتمية للعقل والابداع الاردني .
و كما اني احتفل هنا افتخارا بشباب كركية اردنيين مبدعون ، وعلينا واجب ان نحتفل بهم ، وعلى الدولة واجب اكبر بان تحيطهم بالرعاية الوطنية ، فالمبدعون ليسوا طالبي وظائف وامتيازات واستثناءات ، انما هم صناع علم ومعرفة ، وطالبو تقدم ، وانتاج واستثمار في العقل ، ومجد كبير وعريق للاردن الغالي والعظيم .
الدستور