استفاق بعضنا على مواطنة فجائية، وحددوا شروط الوطنية اللازمة للمواطنة، وقد استفزت هؤلاء مجموعة أحداث مثل: لجنة الإصلاح والتحديث وما قد ينتج عنها من إصلاح في التمثيل السكاني، وما دار ظلما حول مقالة لا علاقة لها بمعركة الكرامة، المقالة التي دارت حولها حروب أشبه بداحس دون الغبراء لأنها كانت من طرف واحد!!
وأخيرا الصليّات النارية التي أطلقت حول ما سمي بالسياحة الشيعية، والتنمر الذي تعرض له موفق محادين! والمشترك بين هذه الأحداث هو الروح الجمعية الأردنية التي تميزت بـ :
- الحساسية المفرطة ضد الآخر غير الموجود لأننا شعب واحد.
- الإحساس العالي بالوطنية غير الوطنية، وأقصد بها ما هو أقل من المواطنة وأكثر قليلا من العشيرة، وربما ينطبق عليها لقب قطرية أو إقليمية.
- الضغط المتفجر مذهبيا، والناتج عن اختراع مفهوم السياحة الشيعية بدلا من السياحة الدينية.
وأعلن موقفي لن أتدخل في هذه القضايا الثلاث لأن الداخل فيها مفقود!، لكن ما يهمني الروح الجمعية الأردنية التي تقف خلف هذه القضايا: والروح الجمعية في علم الاجتماع هو ذلك القدر من المشتركات التي تعشش في كل فرد.
وهذا القدر ليس موجودا عند الأغلبية أو الأقلية، بل عندنا جميعا وإن بتفاوت، حيث قد يتمرد بعض الأفراد ويتحرر من بعض المشتركات.
إذن الروح الجمعية تجمع بين الأردنيين جميعا! هذه الروح الجمعية تظهر بوضوح ضد:
- كل من يتميز عن هذه الروح سلبا أو إيجابا.
- كل من يفكر بغير المألوف سلبا أو إيجابا.
- كل من ينقد المألوف سلبا أو إيجابا.
هذه الروح قد تكون بانية إذا كان قادة المجتمع "عقّالًا" وقد تكون مدمرة إذا سيطرت الغوغاء أو الموجهون بريموت: سياسي، اقتصادي اجتماعي، وديني طائفي، وأمني.
حيث يفرض جو من التطرف والتعصب الذي قد يقود إلى إرهاب في مكان ما.
مشكلتي هي : من خلق هذه الدرجة العالية من التوتر في الشخصية الأردنية؟
وهنا أبدي ملاحظتين:
الملاحظة الأولى:
في الديكتاتورية تؤخذ القرارات بقطع الرؤوس ! وفي الديمقراطية تؤخذ القرارات بعدّ الرؤوس، فبأي الاتجاهين نسير؟
الملاحظة الثانية:
يستسهل كثيرون ممن لا يمتلكون تاريخا نضاليا خوض المعارك السهلة التي لا تتطلب تقديم أثمان!! ويحجمون عما يحتاج ثمنا.
وأخيرا، أنا كمواطن ليس لي عدو شرقي النهر! ولن أقبل عدوا صنعته لي إسرائيل!