الوزير الهنداوي يستذكر والده ذوقان .. ماذا كانت اخر كلماته؟
02-07-2021 11:58 AM
عمون - كتب الوزير الاسبق أحمد ذوقان الهنداوي، في الذكرى الـ 16 لوفاة والده الوزير الاسبق ذوقان الهنداوي، مستذكرا اخر كلماته قبل رحيله.
وتاليا ما كتبه الهنداوي:
في الذكرى السادسة عشرة لرحيلك...
مشاعر وشجون وذكريات جياشه تختلج النفس في ذكرى رحيلك... وزفرات حرى اشعلها اليوم في ذكرى فقدان الأب والأخ والأستاذ والمربي والرجل القدوة الأنموذج...
في مثل هذا الوقت تماما قبل ستة عشر عاما، كنت اجلس بجوارك، في نفس المكان الذي اجلس فيه الان، نتناول طعام افطار خفيف تمهيدا لسفري للخارج بعد ساعات قليلة لإلقاء بعض المحاضرات التدريبية... كنت هادئا وسعيدا ترتسم الابتسامة على محياك الطاهر، كما كانت دوما... كنا نتبادل اطراف الحديث بكل سعادة وراحة وطمانينة غير مدركين انها دقائق قليلة تفصلنا عن الفراق الابدي...
قبلت جبينك الوضاء ويديك الطاهرتين وطلبت منك الدعاء بالتوفيق، ففعلت ذلك وباركتني برضاك وأوصيتني بنفسي وعائلتي ووالدتي وإخوتي... ادرت ظهري وبدات المسير نحو الباب... استدرت مرة اخيرة لأودعك ونظرت اليك فوجدتك ما تزال تنظر إلي مبتسما... قلت لك "لا اله الا الله"... اجبتني "محمد رسول الله"... وكانت آخر كلماتك.. وما ان وضعت قدمي خارج عتبة الباب حتى سمعت والدتي، رحمها الله، تصرخ من خلفي، فاستدرت مرة اخرى، ولكن جزعا هذه المرة، لاراك مستلقيا على جنبك دون حراك ووجهك الوضاء وابتسامتك هي هي كما كانت قبل دقائق... حاولت أن اغير ما كان مقدرا... ولكنها كانت مشيئة الله... قدر الله وما شاء فعل... والحمد له على كل شيء...
خدمت وطنك وقائدك وشعبك بكل نزاهة وامانة وإخلاص واستقامة وشرف... ودون انتظار مقابل... وتركت لنا ينبوعا ننهل منه من الذكريات والقيم والمباديء والسمعة الطيبة والعمل الصالح ومحبة الناس... كانت وستبقى كنزنا الحقيقي الذي لا ينضب...
في ذكرى وفاتك السادسة عشرة...
يرحمك الله يا أعز واغلى واحب الناس...
إبنك المحب...