هل يعي المعلم دوره كشريك في تحديد وتطوير المنهاج التعليمي؟
كارول المجالي
01-07-2021 02:19 PM
للأسف … لازالت بعض مدارسنا تتبنى المفهوم القديم للمنهاج وتطويره ، حيث يقتصر دور المعلم فيها على التنفيذ فقط! مع أنه هو الشريك الفاعل في العملية التعليمية التربوية كما ويجب إشراكه في مراحل التخطيط والتقويم أيضا ،واطلاعه على أسس اختيار المناهج وعناصرها ومادتها وماتتطلب من معايير، وإلا فنحن نجعله مدخلا غير قادر على التفاعل إلا في حدود ضيقة ( مُلقَنًا و مُلقِنًا)
فالمنهج يعني الطريق الواضح البيّن، واصطلاحًا الطريق المتّبع المؤدي إلى غرض مطلوب، والمنهاج وهو ماتقدمه المدرسة لطلبتها، هذا التعريف الواسع ينطبق على المنهج في كل زمان ومكان، لكن ماتقدمه المدرسة في مكان ما قد يختلف عما يُقدم في مكان آخر. وهذا المحتوى المتغير هو مايصطلح عليه بمفهوم المنهج ، فهل تراعي مدارسنا اختيار المنهج المناسب فيما يتعلق بانتقاءالمناهج الدراسية؟ أم تقوم فقط باختيار هذه المناهج كأسلوب دعاية لاستقطاب الطلبة الى مقاعدها و ل” سمعة” المدرسة فقط؟
وهل يتم اختيار هذه المناهج من قِبل المشرفين التربويين وأهل الإختصاص والمعلمين ذوو الخبرة والدراية الكافية عن أحوال طلبتهم الأكاديمية ومستواهم وبنيتهم الثقافية ، وخصوصًا في ظل العولمة وثورة تقنيات المعلومات؟ أم يقتصر اختيار هذه المناهج على كفاءتها وشمولها بعيدًا عن قدرات الطلبة لاستيعابها؟؟
يجب ان يتم إشراك المعلم الخبير في اختيار ما يُنمي جوانب غاية في الأهمية عند الطالب مثل قدرته على التفكير العلمي وإكسابه الميول والإتجاهات العلمية وتكوين العادات الإيجابية٠
ربما عدم أهلية الكادر الإداري لبعض المدارس الخاصة وتغيير المنهاج كليّا لبعض الصفوف في بداية العام الدراسي بدون أي دراية أو ضوابط أحدث خللا كبيرًا للكثير من الطلبة وذلك بسبب البناء التراكمي للمنهاج الواحد وصعوبة التكامل في البناء لمنهاجين مختلفين . بالإضافة الى حذف موضوعات محددة من المناهج لصعوبتها على الطالب ليصل الأمر إلى تدريس نسب ضئيلة من بعض الكتب الإضافية خلال العام بعضها لايتجاوز 10% من المنهاج مثل كتب اللغة الفرنسية وال Math و الScience.
وقد أشار الباحثان التربويان اللقاني ومحمد ،2001في دراستهما إلى هذا الموضوع بقولهما “تبيّن أن لمتّخذي القرار التربوي أن المعلم هو العامل الأساس في عمليات المنهج تخطيطاً أو تنفيذاً أو تقويماً أو تطويراً فهو من يتناول المنهج ويخطط الخبرات اليومية ويثير الإنتباه ويشبع الحاجات ، وهو الذي يعرف النواحي الإيجابية والسلبية فيه وهو الذي يستطيع تحديد الصعوبات التي تواجه التلاميذ في سبيل تحقيق أهداف المنهج المحددّة. ”
إن ادوار المعلم المختلفة تتميز بالتطور فهو مطالب بأن يكون قادراً على استخدام شبكات المعلومات وتوجيه تلاميذه نحو الإبداع والتميّز في زمن لا مكان فيه لمن يستهلك المعرفة ولايصنعها، وبهذا فلابد أن يمارس المعلم دوراً جوهريا في عملية تطوير المنهاج وانتقاء المناسب منه لتلاميذه.
إن لمشاركة المعلم الواعي بأسس بناء المنهج : الفلسفية والمعرفية والاجتماعية والنفسية، والمعايير اللازمة لكل عنصر من عناصر المنهج المعروفة: الأهداف، والمحتوى، والأنشطة والخبرات، والتقويم في عملية تخطيط وتنفيذ المنهج يتفق جذريا مع التطورات التربوية التي أصبحت تنادي بذلك، وحتى تتحقق عملية التطوير لا بد ّ أن تكون مسايرةً جنباً الى جنب مع عملية تقويم المنهج حيث يتم تحديد الأخطاء وأوجه الضعف ونواحي القصور في المنهج ومدى ملاءمتها لفئات الطلاب ومراحلهم وحاجاتهم ثم تجرى الدراسات والتجارب لمحاولة التخلص من هذا القصور مع الإستفادة من الاتجاهات والخبرات التربوية واختيار المناسب منها والصالح لعاداتنا ومجتمعنا.
ومن هنا يتوجّب على مسؤولي التربية والتعليم تطوير برامج المؤسسات التي تقوم بإعداد المعلم ليواكب المهام والوظائف الجديدة لضمان قيامه بأدواره المناطة به، فقد تغيرت وتعددت المواصفات والخصائص والمهارات والمعارف التي يلزم المعلم اكتسابه للقيام بدوره المنشود . كما يجب وضع معايير خاصة بالمعلم يتم بموجبها التأكد من امتلاك المعلم لهذه العناصر لينطلق من واقع المعلم الحالي الذي اصبح مقصوراً على التنفيذ في غالب الأحيان ، بل وللأسف ربما أصبح المعلم مؤمنا بهذا الدور فقط.