لا أستطيع الحديث عن عدد المرات التي شعرت بها بالخذلان من البشر الذي وثقت وأمنت بهم، لكني مع ذلك ما زلت أحاول رؤية الأفضل لدى الناس. فكلاً يرى البشر حسب طبعه.
هدوء وبرود يتسرب إلى أطراف قلبك عندما تشعر أنك وقعت في شرك الغدر، والأحكام المسبقة. تدهشك حقيقة بعض البشر الذين قرروا مسبقًا أن يكونوا الجلاد الذي يوجع بلسانه الخشن.
يصدرون الأحكام المبنية على زيف الكلام.
في كثير من الأحيان تشعر أنك وسط لعبة مدبرة تفاصيلها للأذى، أدوار مقسمة ومرسومة، هدفها سحب طاقتك الإيجابية وإحساسك بالهدوء والطمأنينة، وقد يكون نوع من الغدر مدفوع الثمن.
كيف يمكن للبشر التحول من النقيض إلى النقيض! كيف يمكن لإنسان صادق نقي أن يدخل في لعبة قذرة تؤذي غيره من أجل كسب مادي أو كسب درجة أعلى، أو الحصول على كأس ذهبي معبأ بالغدر سيشرب منه ما دام على قيد الحياة.
عند تواجه هذا النوع من البشر تنشط عملية التفكير الكامن لديك. لا يحدث هذا عندما تكون سعيدا أو كل شيء على ما يرام في الحياة.
يسكنك الحزن والشعور بالأسف عليهم، لا على نفسك.
ما هو الحل عندها! حاول أن تقاوم وتغلق أبوابك وترفع أسوارك وتحفظ أسرارك.
في الماضي كنت أثق في الناس بشكل مفرط، وعندما شعرت بالخذلان من قبل بعض البشر، تعلمت الفرق بين الإيمان بالناس ومحبتهم وبين الثقة العمياء بهم.
علمتني الحياة كيف يمكن أن أكون قادرة على التعامل مع الجميع ولكن أبقى مستقلة في تفكيري وإحساسي. جميل أن تشعر فجاءة أنك قوي بنفسك، وقادر على قول الحقيقة بصوت عالي، وأن حياتك ملك لك وحدك، أنت من تقرر من يشاركك فرحك، حزنك، وجعك. لقد بت تدرك بوضوح من عليك أن تقصيه عن المرور حتى من أفكارك.
هو النضج الذي يجعلك صافي هادئ ونقي، تشعر أنك إنسان مكتمل بذاتك، ولم يعد يؤلمك كذب أو غدر فأنت أتقنت لعبة الحياة، وكسرت قيد الخوف. تعلمك الحياة كيف تحول الأحرف إلى موسيقى عذبة، تجعلك تفهم تأثير الكلمة على الناس، كيف يمكن أن تكون مصدر إلهام للكثير من البشر.
عندما تتقن المحبة والتسامح عندها فقط تكون مستقر، راضي وهادئ.
في الحياة كلما شعرت بأن روحك مقيدة اقرأ الكتب وأبحر في الشعر ومن أجمل ما قرأت لنزار قباني نص حمل عنوان، بعد العاصفة "طفلين كنا، في تصرفنا، وغرورنا، وضلال دعوانا، كلماتنا الرعناء مضحكة ما كان أغباها، وأغبانا، فلكم ذهبت وأنت غاضبة، ولكم قسوت عليك أحيانا، مهما غلونا في عداوتنا"، نور المحبة أكبر من خطايانا.