التوجيهي والاشاعات .. واستهداف الاجراءات
فيصل تايه
30-06-2021 11:55 AM
تنصب الجهود الاستثنائية لوزارة التربية والتعليم "هذه الايام" على انجاح مساعيها في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ، ذلك بالمحافظة على سلامة الاجراءات ، حيث كانت قد اعلنت في وقت سابق انها وضعت الخطط العملية والاجرائية لتهيئة الأجواء النفسية المناسبة والهادئة لإجراء الامتحان ، اضافة لخلق حالة من التوازن حفاظاً على مصداقيته الامتحان وموثوقيته ، وتعزيزاً للشفافية في أداء الوزارة ، بما يضمن العدالة وتكافؤ الفرص بين الطلبة.
ان مسألة أمن الامتحان هي مسؤولية وطنية كبيرة ، تتحملها وزارة التربية والتعليم ، وهي نتاج جهود القائمين على مفاصل العملية الامتحانية وكافة الكوادر المشتركة فيها ، ما يحتاج ايضا الى اشراك جميع مكونات المجتمع وومؤسسات الدولة في تحمل أعباء ذلك ، بدءاً بأعلى سلطة تنفيذية ، ووصولا الى الوزارة نفسها ، التي استنفرت كل قواها وكوادرها من أجل إنجاح مهمتها هذه في المحافظة على سمعة التوجيهي وهيبته ، حيث ان ما نستشعره ان هناك خطوات وإجراءات جادة تدل على وجود مسؤولين يستشعرون مستقبل الوطن ومستقبل الأجيال ، لذلك فالمواطنون يتناقلون بكل سرور الاجراءات التي تتعامل مع مجريات الامتحان بطريقة مسؤولة مقدرين لها ذلك بعيدا عن أي قصور وخلل .
في إطار كل ما تقدم ورغم كل تلك الاجراءات أشير الى ان وزارة التربية والتعليم ما زالت تقع في دائرة الاستهداف من قبل بعض الفئات المتذمرة والمترجفة لتحمل لنا بين الفينة والاخرى جملة انتقادات تستهدف في مضمونها اداء الوزارة وقراراتها ، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي او الصحف الالكترونية او حتى بالملاسنات ، وبالذات من بعض من ليس لديهم سوى تازيم المواقف ، ومشاغلة الوزارة عن اولوياتها ، وارباك الناس وتوتيرهم ، خاصة ممن يعشقون ركوب الامواج ويستهوون اثارة الزوبعات المقلقة ، ويدعون المعرفة ولا يمتلكون سوى أجندتهم الخاصه.
ان هذا الاستهداف المتعمد لإجراءات وزارة التربية والتعليم من قبل البعض والذين يستخدمون بعض ادواتهم الموجهه والمتمثلة ببعض وسائل الاعلام الإلكترونية ومواقع التواصل ، والتي لا تتوانى في نشر موادّ صحفيّة ركيكة ، وتقود حملات مغرضة تستهدف الإساءة لإجراءات الامتحان ، وتشويه صورته وتعكير صفو نزاهته وشفافيته ونشر الفوضى حوله ، والتي تحمل في متنها ايضاً إثارةً للقلقِ والتوتُّر لدى ابنائنا الطلبة ، في الوقت الذي يجب أن تلتزم فيه تلك الوسائل خاصة في هذه الفترة بالذات بالابتعاد عن الإثارة والسلبيّة في العناوين أو المتن ، والالتزام بالموضوعيّة والدقة في التغطية الصحفيّة ، لكنها وللأسف ترد موادّ لافتة عدّة ، متجاهلةً أدنى أهميَّةً لمشاعر الطلبة وذويهم ، وجهود العاملين في وزارة التربية والتعليم ، في ممارساتٍ غير مهنيّةٍ تهدف إلى جَذْب المتابعين وكسب أكبر عدد ممكن من المشاهدات ، كما ونرى وللأسف ايضاً اصراراً من بعض تلك الصحف على الدخول في دوّامة التشكيك والتلفيق المتعمد ، ما يتتسبَّب من تشتيت انتباه الطلبة حيال طريقة الدراسة والتحضير للامتحاناتهم القادمة وتحريضهم ضد وزارتهم .
كما وتجدر الاشارة إلى ان تلك اخبار الانفعالية هي تازيم لنفسيات الطلبة ضمن الأجواء المشحونة بالتوتّر والمغلفة بمشاعر القلق والخوف ، والوقوف عند أي منها دون طرح حلول ناجعة للسيطرة على ما يواجهه الطلبة من ظروفٍ نفسيَّةٍ تفرضها عليهم المرحلة الراهنة ، فهؤلاء الطلاب هم أبناؤنا ولم يأتوا من كوكب آخر ، ما يُفقد المادّة الصحفية عنصر التوازن والمعززة بوجهات النَّظر المختلفة ، حيث ان بعض من وسائل الاعلام تلك ، وخاصة المرئية منها تقتصر في مقابلاتها مع طلبة ذكروا مشاعر سلبيّة تسيطر عليهم منها الخوف ، والرَّهبة، والقلق، والتوتر ، والسلبية ، مع التركيز على الطلبة من ابنائنا ممن اخفقوا في امتحاناتهم ولم يحالفهم الحظ في اجاباتهم .
أنَّنا نتمنى على وسائل الإعلام هذه الايام والتي من المفترض ان تكون الركيزة الاعلامية الأساسية في مساعدة الوزارة وانجاح عملها ، التركيز خلال هذه الفترة على نشر المواد التي تعزِّز المفاهيم الإيجابيّة لدى الطلبة ، وتُنمّي قدراتهم ، وتزيد من عزيمتهم وإرادتهم ، وترفع ثقتهم بقدراتهم الدراسية قبل التقدّم للامتحان ، بالإضافة إلى تقديم المعلومات العلميّة والصحيّة التي تُسهم في تهيئتهم ، وتبثّ الراحة والطمأنينة في نفوسهم قبل ساعات من التقدّم للامتحان ، مع ضرورة الالتزام بالمعايير المهنيّة في المواد الصحفيّة، وأهمها عنصر التوازن ، والابتعاد عن الإثارة والسلبيّة في ذِكْر العناوين ، والالتزام بالموضوعيّة والدقة في نقل الأخبار ، تلك مسؤولية وطنية تتمثل في ادامة الاستقرار النفسي لأبنائنا الطلبة ، وأن لا نقوم بالتركيز على ما يرفع ثقتهم بأنفسهم .
اننا نأمل من بعض الصحف الابتعاد عن المخالفات المهنيّة المتمثّلة بعدم اللجوء إلى المصادر الرسمية الموثوقة لتعزيز مصداقيّة المحتوى الاخباري ، كما ويجب ان يعي القائمون عليها ان الاشاعات التي يطلقها البعض لإلحاق الضرر بمنظومة التعليم في الاردن عامة وبالتوجيهي على وجه الخصوص ، ما هي الا حملات تشوية مقصودة ، فهذه الاشاعات ما هي الا حملة لضرب صورة امتحان الثانوية العامة ، والتشويش على دور الوزارة في السيطرة على الامتحان ما يستدعي الملاحقة القانونية .
وأخيرا فلنعلم جميعاً ، اننا شركاء في هذه الفترة في الابتعاد عن بثّ حالات القلق والذّعر في نّفوس ابنائنا الطلبة ، ما يتطلب ضرورة ان نكون فاعلين للعمل على تهدئة نفوسهم وعدم اشاعة حالات القلق التي يمكن أن تنتابهم ، خصوصاً أنّ الفترة الحالية تعدّ فترة حرجة ، كما وأن الدور الآن يحتاج لحشد الجهود للقضاء على جميع اشكال هذه الظاهرة التي تهدد امننا واستقرارنا الاجتماعي ، والذي ينبغي ان نحافظ عليه لأن المحافظة عليه جزء هام من تقدم مجتمعنا فكريا وثقافيا وعلميا ، والاساءة له يعتبر اساءة لأمة.
والله ولي التوفيق