ريختر العربي الصهيوني يهدم مداميك الأقصى
د. عائشة الخواجا الرازم
28-06-2021 07:10 PM
تستمر الممارسات الإجرامية بالنبش والحفر مع جرأة ووقاحة الكيان الصهيوني على ارتكاب تجارب نووية في النقب والبحر الميت ، حيث تقوم بدون رقيب أو حسيب بالتجارب الحرة على طول خط النقب والبحر الميت ولا من يحاسب أو يسأل أو يحقق في اتجاهات تلك التفجيرات ومضاعفاتها تحت نظر العالم !! وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت لم تخط خطوة واحدة في سبيل التحقق من كيفية استخدام تلك المناطق للتفجيرات النووية المحدودة والموجهة أو خطورة مضاعفاتها على الأراضي المحتلة والشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى المستهدف !!!
وعلينا القول للتذكير والتوضيح لكل من يراوده خاطر أو هاجس الضحك على عقول المحذرين بأنهم من طابور نظرية المؤامرة التالفة نسبياً ، أن إسرائيل كانت قد تحكمت بإجراء التجارب النووية على سطح الأرض وفي باطنها مع الفرنسيين حينما حدثت تفجيرات نووية في الصحراء الجزائرية التي وقعت بالاشتراك مع فرنسا في منطقة إينيكر في جبل تاوريرت بين سنوات 1960- 1965... وكان قد تم تفجير 15 تفجير نووي منها فاقت طاقاتها مائة وعشرين كيلو طن وهذا يساوي ستة أضعاف قنبلة هيروشيما ((لجأ الكيان الصهيوني إلى فرنسا لعقد اتفاق إقامة مفاعل عسكري متخصص في إنتاج مادة البلوتونيوم الذي يستعمل في صناعة القنابل النووية .
و قد نفذت هذا المشروع شركة سانت جوبيان الفرنسية التي تملك الحكومة الفرنسية حصة متحكمة من أسهمها تبلغ 66 بالمائة ( وللعلم فإن هذه الشركة تمت إدانتها بالمشروع النووي العراقي السلمي في مفاعل تموز، لكنها لم تتهم ولم تتم إدانتها في المشروع النووي العسكري في ديمونة ) وكذلك قامت إسرائيل بتكرار تجاربها التفجيرية تحت البحر مع جنوب إفريقيا في الستينيات ( ، ثم تطور الأمر بإسرائيل لإجراء عدد من التجارب النووية الباطنية المحدودة والمدروسة والمنخفضة الطاقات في صحراء النقب ولعدة مرات ، وكانت إسرائيل تعلن في كل تفجير بأن المنطقة تعرضت لهزات أرضية خفيفة ناتجة عن زلازل محدودة وقعت جنوب البحر الميت وفي صحراء النقب!
ولم يتصد لتكذيب تلك الافتراءات الإسرائيلية بأن هزات أرضية أصابت المنطقة ، ولم يتصد لمعرفة وكشف أسباب تلك الهزات الأرضية سوى خبراء العراق النوويين ، وصرح بعض الخبراء النوويين العراقيين أنهم اكتشفوا وسجلوا وقدروا طاقات تلك التفجيرات النووية الإسرائيلية ، وأن الهزات تلك كانت ناتجة عن تفجيرات نووية.
ولا غرابة ولا استغراب من جرائم اغتيال العلماء العراقيين حتى بلغ عدد الأرواح العالمة التي اغتالتها أمريكا في أرض العراق وخارجه اكثر من خمسة آلاف عالم ( منهم علماء وخبراء نوويون لم نعد نعثر عليهم إلا في القبور !
لا غرابة ولا استغراب في هذه الأيام المتسارعة بالهوان ، وتحت نير غياب الرقيب وغياب العالم النووي العربي الذي راح في عمليات اغتيال وقتل وسفك دماء في جسده ، أن تتجرأ وتستعجل إسرائيل عمليات التفجير الأرضي دون خوف أو حذر ، لا من وكالة طاقة دولية ولا من رقيب نووي عربي.
((وكذلك فإن الكيان الصهيوني يطلق البخار المشبع بالإشعاعات النووية في الجو , حيث تحمل الرياح السائرة هذه الغازات عبر الحدود الأردنية , و التي تبعد 40 كلم عن مفاعل ديمونة . و يتم إطلاق هذا البخار في الجو بعد أن تتأكد مصلحة الأرصاد الجوية الصهيونية أن الرياح تهب في إتجاه الأراضي الأردنية . و هذا الأمر يكشف حقيقة ارتفاع نسبة السرطانات في منطقة الكرك الأردنية المواجهة لمنطقة ديمونة !! )
والمصيبة أن الأردن لم تتقدم لوكالة الطاقة الذرية الدولية بطلب كشف أو فحص لتلك الأخطار الفادحة ضد مواطنيها وأراضيها الواقعة في الجنوب.
اعترتني هذه الهواجس ، لا بل الكوابيس ليلة أمس وأنا أتابع مستجدات زلزال العم ريختر في العقبة وقلبها نويبع ، وقلت في نفسي الأمارة بالسوء من منطلق أنني أشك حتى في نفسي ولا أشك في نظرية المؤامرة : إن أولاد العم شايلوك شغالين على الخط بدرجات متفاوتة من عداد ريختر ونحن شغالين على تاكسي الغرام!
ولا ننسى أنه في عام 2004 كانت قد أكدّت المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميليسا فليمينغ لـجريدة الشرق الأوسط ، أن الوكالة لم تتلق أي طلب مساعدة من البلدان العربية المجاورة للكيان الصهيوني . في إشارة إلى البلدان التي تعرضت وتتعرض لخطر التسربات الإشعاعية من مفاعل ديمونة . و جاء تأكيد فليمينغ بعد أكثر من أسبوع على تصريح مدير الوكالة السابق الدكتور محمد البرادعي , بأنّ الوكالة مستعدة لإرسال بعثات لرصد الإشعاع على المناطق الحدودية المصرية والأردنية مع الكيان الصهيوني !!!
من الواضح أن التكتم الشديد على تعاظم الخطر المرصود والمؤسس له بهدم الأقصى ، يزيد من الطموحات والإسراع بالاعتداءات التفجيرية والأخطار النووية الإسرائيلية في المنطقة العربية. وهكذا فإن اسرائيل في تنفيذها عدد من التجارب النووية الباطنية تسعى ومن خلال قدرتها على التحكم بالتقنية العلمية على تنفيذ مخططاتها بتفجيرات نووية باطنية محدودة المدى الجغرافي والآثار التي لا تطال إلا أهدافها ، وأهمها الوصول لأساسات الأقصى وتهديمه ، وتصرخ لنيل المساعدات والإمدادات لنجدتها من زلازل تصيب جيرانها ! جيرانها يا حرام.
لا أنسى قبل سبع سنوات وقفة نقيب الجيولوجيين السابق الصديق الرائع حين وقف النقيب بهجت العدوان ، وأصدر بيانا واضحاً لا لبس فيه من حيث الصراحة والتوضيح وكذلك المناشدة التي ترقى إلى الاستصراخ والاستنجاد بالعالم وأصحاب الضمائر الحية ، وضمن العلم والمعرفة بالتحليل السياسي والرؤية الثاقبة كعالم في الجيولوجيا بتأثيرات التفجيرات النووية في قواطع مدروسة الخطوط والالتواء والاتجاه في الطبقات الأرضية المتصلة بالنقب والبحر الميت وتردداتها السرية تحت الأقصى بالتحديد ، وليس ذلك على الأعداء ببعيد أو مستغرب ، فالذين خططوا لتفجير برجي التجارة في نيويورك وقوى الطغيان المتمكنة من الفلتان والهروب من كل الاستجوابات والمحاكم بعد أبشع الجرائم والإفلات من أي التزام بالقوانين والمواثيق الدولية ، ليست ببريئة من ارتكاب جرائم تحت الأرض تبدو طبيعية يتحمل وزرها القدر والكوارث الطبيعية ، ففي الوقت الذي تتنفس الأرض عن الوجع وتئن تحت وطأة الظلم والطغيان وسرقة الحق وغياب العدالة وارتفاع المكيال الثنائي على ميزان العدالة الدولي ، يتم انتقاص لا بل وهدم البنى العادلة التي تقي الشعب الفلسطيني شر الصقيع والبرد والحر والقر وتغليف حياتهم بالموت الحلال على يد آلة التدمير والقتل والحرق الإسرائيلية المدللة والمدعومة من قوى الشر والبلاهة العالمية ، وليس من المستغرب أن تفسح إسرائيل لنفسها مساحة واسعة للتفكير بالتنفيذ الزلزالي تحت الأقصى بأسرع وقت نظراً لنوم وغفوة القوم تحت فرشات الموت والدماء الذاتية ، وغيابهم عن تحمل المسؤولية نهائياً ، ومن بعد الهدم من سيبني ويرفع مداميك الأقصى ؟؟