التوجهات الإصلاحية وتحديات المرحلة ..
فيصل تايه
28-06-2021 02:14 PM
جاء تدخل جلاله الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بحنكته المعهودة واستشرافة للمستقبل ليسارع بارادتة الملكية السامية بتشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ، ذلك لإدراك جلالتة أن المجتمع الاردني بات متعطشاً نحو الإسراع في وتيرة الإصلاح السياسي ، ومعالجة ازماتة المختلفة بفكر تنويري وخبرة وحنكة معهودة ، على خطى ثابتة تنهض بالأردن إلى ركب التقدم والنماء ، وتلهمنا الحلول الحقة القادرة على التفاعل مع مجمل التحديات بكل همة ومسؤولية .
نحن جميعا مع التوجهات الملكية الإصلاحية ، ونحن جميعا مع ايجاد الحلول الانقاذية والسعي نحو إصلاحات سياسية وبرلمانية وحزبية توسع من دائرة الشراكة في صناعة القرارات ، وتحسين الوضعية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وفي ذلك فاننا نعول دائماً على وعي الأردنيين بهذا الزمن الكفيل بإجراء موازنة راشدة وراجحة ، ما يكفل السير بمنحى يؤمن متطلبات المرحلة ، من خلال الثقة ببعض الشخصيات الوطنية التي تعرف كيف تؤثر على صناعة القرار .
اننا نطمح الاستعانة برجال الدولة الوطنيين التاريخيين ابناء نسيجنا الواحد ، أصحاب الرؤية الشاملة لمصالح الوطن وسياساته ، وممن لهم مواصفات لا تخفى على كل ذي بصر ، رجال يفكرون بالحاضر كقاعدة للتفكير بالمستقبل ، وحين يتحدثون عن الاصلاح فانهم يعنون المنظومة المترابطة والمتكاملة ، رجال دولة يتحملون مسؤولياتهم في سمفونية وطنية يشارك فيها هؤلاء أنفسهم وبمعزوفة اصلاحية تدشن على أيديهم ، لتختزل تحقيق المطالب الوطنية في الانخراط والانضمام إلى أنشودة جميلة يعزف عليها كل الحالمين والآملين والتواقين إلى أردن كريم ، في مشاركة فاعلة تجذر المطالب الوطنية وتزخمها وتقدم أدواتها الوطنية قربانا لهذا التزخيم ، في غد أردني يشرق بالتحولات ، وذلك عبر مبادرات وقرارات وتوصيات تقدم الإصلاحات كاولويات وطنية ضرورية .
فكل المتداخلين بالعمليه الإصلاحية مطالبون اليوم بتقديم التسويات الإصلاحية التي من شأنها الوقوف على الأسباب التي تعترض منظومة الإصلاح السياسي ، في خطوات هادفة تعبر عن النوايا الصادقة من أجل تحقق مطالب الشارع المتعطش لبدء صفحة جديدة بعيدا عن الأزمات ، والمطالبة بالعدالة وتحقيق المساواة ، فسلم الأولويات يتغير حينما يتحول الأداء الوطني إلى حالة عامة يسعى الجميع إلى السير به نحو التغير الذي يحقق الأهداف المنشودة ، في حياة كريمة تضمن للأردنيين العيش الكريم ، في مظلة من الأمان الاجتماعي وراحة البال ، بعيدا عن العبث اليوميّ الذي ينخر في جسد الوطن ، ويعمم سرطان الاحتقان المتكاثر بفضل من ارادوا ضياع هذا الوطن ، وسذاجة المؤلفة قلوبهم وجيوبهم وعقولهم وأرصدتهم المتصاعدة نحو فناء ما تبقّى من سعادة كنا نحلم بها فصارت وبالاً ، وبعض أصحاب الاجندات ما بين تبجحهم وتنمية أرصدتهم ، حتى إذا ما حضروا انشغلوا بالمماحكات والترهات وتبادل التهم وتنصلوا عن كل ما يليق بالارتقاء بالوطن المثقل ببعضهم ، وذلك يتطلب منا استحضار الضمير وتعرية الذمم والوقوف صفاً واحداً لتأجيج الإرادات من أجل احلامنا الوطنية الوردية التي نحلم بها باستمرار ..
اننا نعي تماما حجم التحديات ، وما تواجهه الدولة الاردنية من اخطار وموبقات ، لكننا مستمرون في ترقب مجمل التحديات الكبيرة التي افقدتنا صوابنا ، فمراكز القوى الدولية تخطط وفق اهوائها ومصالحها ، بحيث اصبحنا ننتظر المجهول في ضجيج من السلبية ، والتيه ، في ظل جائحة لم ترحم ، اضافة الى تدافع الموجات من التشظيات المجتمعية بشكل لم نعهده ، فكلنا مستعدون الآن وأكثر من اي وقت مضى للحماسة لنكون كلنا مع الوطن بعيدا عن اي قهر يكلّلنا ، في واقع يحتاجنا جميعا بغض النظر عن مشاربنا ومنابعنا وتحيزاتنا ، فهناك معضلة رهيبة بين المهيمنات والاستحواذات والإرادة ، ولا قيمة للوعود والنوايا السليمة دون أفعال سليمة بالطبع ، فكلنا مضمّخون في دوامة ضنك العيش ، إضافة إلى تدهور في القيم التي بدأت تتلاشى .
وأخيرا .. ان منظومة الاصلاح الحقيقية التي نسعى ونطمح لها ، لا تحتمل المجاملات ولا إقفال الجروح على عفنِها ، لذلك يجب دراسة جميع القضايا التي من شأنها الوقوف أمام عجلة الإصلاح السياسي الحقيقي ، وتحديث منظومتنا السياسية بما يليق بامالنا وتطلعتنا ، وكما ارادها جلاله الملك ، فنحن وفي هذا الزمن النوعي ، نطمح في بارقة أمل لكل التواقين إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والحياة الفضلى ، وإن المصلحة كل المصلحة في المكاشفة ، في هذا التحرك الوطني الذي يحتاج الى هبة وطنية لمساندة هذه اللجنة الاصلاحية الوطنية ، وتقويتها وتمتينها والحيلولة دون تفتيت اي من قراراتها ، ودون تكسير الإجماع على ضرورة الخروج بنتائج خلاصية .
حفظ الله الأردن وحماه ، وليبقى هذا البلد عزيزا شامخا في قلوب الأوفياء الخيرين وليحفظ الله قائد الوطن وشعبنا الأردني الوفي.