انها فئة تجيد صناعة القهوة فتحمصها قليلا وتجعلها شقراء وحوراء ويضاف لها حبات الهال الخضراء واذا صبت في الفنجان المزخرف أصبحت شهباء يشفها الذواق صاحب برج الجوزاء فيجد في مذاقها شفاء ويرتعش بمتعتها فيلوح منه الوفاء ويستقر في نفسه الهواء وتختلجه آهات وولاء.
وتردفها بإقامة ولائم الصمود والبقاء والنشوء والارتقاء والتفاني والعطاء وتمتلأ البطون معلنة لذة البهاء والنشوة والصفاء واجابة الطلب دون رجاء وتتحقق الغاية للبلغاء الذين اجادوا الضيافة والعطاء والتزلف وسدوا أفواه الرمقاء ولعبوا بعقولهم الورقاء وانحازوا إليهم بعفوية تبلغ السماء فجادوا بما لم يجد به الاغنياء.
السعي وراء المناصب يصيب كل ولهان وان كان لا يملك مؤهلات او خبرة الا البيع في الدكان والجلوس في المقاهي والعزف على الكمان او مرافقة الجواري والغناء في ابواق الشيطان والحال مائلة والعقل سرحان.
حازوا على المناصب دون كفاءة وزرعوا البستان وشيدوا المباني الجميلة وتطاولوا في البنيان واكلوا حقوق غيرهم وتركوا لهم الأكفان وتصرفوا في مناصبهم بكل بهتان وزوروا الحقائق وتظاهروا بالنسيان ودعوا إلى الفضيلة والنزاهة وكأنهم رهبان وتداولوا السلطة وامعنوا في الفساد والطغيان.
ما هكذا تورد الإبل ايها العطشان ولا هكذا تؤكل الكتف ايها الحيران وانت العارف بالاصول وطرق الصولجان.
هذه محصلة النفاق والتزلف في هذا الزمان وصيرورة المنافق الجبان الباحث عن الغنائم والجنان والمتع والزهو وان جانبه المكان فجازف بنفسه واحتل موقعا ليس له فيه حق ووجدان ولم يصلح له يوما او ساعة من زمان.
والضحية هذا الوطن الذبيح العريان وناسه الأبرياء في ارجائه والاركان والنتائج ملطخة وتصيح في كل زاوية ومكان.
والرعية تسأل عن هذه الزفرات في الاسرار والاعلان وتقول متى تنتهي ويلات الجنوح وتتخلص من كل سكران ويبقى السؤال معلقا دون إجابة او رجحان.