هناك معطيات رقمية ومعنوية؛ اقتصادية واجتماعية وسياسية، خطيرة وضاغطة جدا، اضاعت المصداقية وافقدت الثقة، ولن ينفع معها التصريحات واللجان المثيرة، بل ستصب في رصيد الحنق والاحتقان اعمق واكثر، وكلما جرى الإبداع في الاثارة وشد الانتباه، كلما ضعف الصدى وانعدمت الاستجابة وتعالت المعارضة اكثر..

فما بالك عندما تجد اجتماعا بالعشرات، جمع وزير واعضاء من "لجنة الاصلاح" دون تباعد وكمامات، ثم تاتي تبريرات مثيرة اكثر، في الوقت الذي تمت اقالة وزيرين لتناولهما وجبة عشاء معا..؟!

لن اخوض في تفاصيل التصريحات الرسمية والغاية منها، سيما التي صدرت من وزيري الاعلام والطاقة، والتي كانت تثير الغرابة والتندر لدى الناس، وتصبح مدار حديثهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصب في سياق الاحتقان ذاته..؟!

لنصل الى تصريحات من بعض اعضاء " اللجنة" تمس الحس الوطني، وتصبح محل حنق وردود فعل غاضبة..؟!

ان ما نشهده من حالة عامة مدركة ومعروفة ومشخصة من قبل الجميع، ارى انها لم تمر بنا من قبل، اذ انها مربكة،وهناك تداخل بين معطيات مختلفة، وبين الداخل والخارج، وبين السياسي والاقتصادي والاجتماعي،،،

وما اراه واسمعه على مدار الساعة، ان جل اهتمام الناس وهمومهم تنصب على متطلبات عيشهم وكرامتهم ايضا، لذلك ان لا بد ان تنصب جهودنا في معالجة المعطيات الاقتصادية اولا، سيما الفساد والبطالة والفقر ، التي ارى انها محور اهتمام الشباب والناس وجل غضبهم ان لم يكن كله،