تظهر براعة صاحب الشأن والموقع القيادي حينما يتخذ قرارا مؤثرا وله انعكاساته على البيئة والمجتمع والحياة العامة بأن يكون ذا فكر نير وعقل مدبر وقلب خافق وان يكون ذا خبرة عميقة ويفكر بالواقع والمستقبل القريب والبعيد وان يكون ذا رؤية ساطعة وينظر ما وراء الافق بعيون مبصرة ونظرة ثاقبة.
ان محدودية التفكير وقصر النظرة والتقوقع على الذات وعدم الانطلاق إلى المستقبل وإغلاق العقل أمام المشورة والرأي العام تؤرق من يقع عليهم أثر القرارت وعيوبها ومثالبها وما تؤدي اليه من مشكلات كبيرة لم يحسب حسابها ولم ترد على خاطره لحظة طباخة القرار وصناعته.
التخطيط السليم هو أعمال للعقل والفكر ودراسة للواقع وتحديد للهدف ووضع آليات الوصول اليه باساليب سليمة وكفاءة وفاعلية ونظرة شمولية ومعرفة لابعاد القرار وما سيترتب عليه من نتائج تمس الحياة العامة.
ومن الغريب والعجيب والمثير ان تقام المباني الحكومية التي تقدم خدماتها للمواطنين على مساحة ضيقة وان يكون المبنى قد جهز للوقت الذي بني فيه وليس لثلاثين سنة قادمة على أقل تقدير وما ان يبنى حتى تظهر الحاجة للتوسع بسبب زيادة عدد الموظفين وزيادة عدد السكان بما يؤدي الى زيادة الطلب على الخدمات ومن ثم يبدأ التفكير بالرحيل او محاولة الترقيع غير المجدية والمصيبة الأخرى عدم إيجاد مواقف لسيارات المراجعين وان وجدت فتكون محدودة ويتسبب ذلك في ارباك حركة المرور واقلاق السكان المجاورين وإغلاق مداخلهم الخاصة وما ينطبق على مباني الدوائر ينطبق على المباني السكنيه التي تخلو من مواقف السيارات والتي قبلت أمانة عمان ترخيص السكن مقابل دفع الغرامة وكأن الغرامة تحل مشكلة المواقف. ويضاف إلى هذا تخطيط الشوارع بحيث تغدو ضيقة ولا يتفرع عنها مواقف للسيارات مما يؤدي إلى إغلاق الشوارع وتعطيل حركة المرور ووقوع حوادث السير والمشاجرات.
والداهية ان المشكلة باتت معروفة ولم تعد خافية على احد ولكنها تتكرر باستمرار دون اذان صاغية من واضعي الخطط وتستمر المشكلة وتستمر الشكوى ويستمر السجال.