المراجدة بالمقاليع السياسيةد. عبدالله الزعبي
26-06-2021 11:29 AM
عقود مضت على تلك الأيام في تخوم المراهقة حين كانت تتحول فيها سهول الرمثا إلى ساحات معارك بين تحالفات الصبية في فصول الصيف؛ إذ بعد إنتهاء موسم الحصاد وقبل البذار، كانت الأرض تتحول إلى مروج جرداء أقرب إلى الصحراء منها إلى الخضراء. عند أولى عتبات الحياة تلك، كنا صغاراً نشكل تحالفات التسلية لخوض غمار معارك الحجارة والمقاليع، فلم يكن هنالك سوى ذلك نفعله، لا مكتبات أو ملاعب، لا حدائق، لا معسكرات صيفية أو كشافة أو رحلات مدرسية، فقط قليل من الفراغ وبعض من أجواء العدمية. معارك الحجارة بالمقاليع تلك كانت منظمة ومدروسة، فيها قيادات وتخطيط استراتيجي، كما أنها تجاوزت الأنماط التقليدية في التفكير وتعدت الإنقسامات الأفقية المعهودة والخطوط العشائرية الفاصلة بين "زعبي وفلاح"، لدرجة أن تحالفاً ذات يوم قام بين شباب البشابشة والحميدية في حارة المستشفى والجوازات ضد تحالف دبة نمر بقيادة خزعلية. كانت الدماء تسيل في تلك المعارك ويكثر "الفشخ والطرح" في الرؤوس، لدرجة أنني تلقيت يومذاك ضربة في منتصف العمود الفقري ما زالت تسبب لي الآلام في ظهري إلى الآن. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة