أثارت جريمة القتل لنزار بنات بيد فلسطينية مسؤولة ظلما" وعدوانا" في نفسي شجونا" ووقفت عند السؤال التالي :
لماذا تعمد بعض الدول إلى سياسة القمع ؟! أليس لديها من القوانين المنظمة للحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان ؟ ألا تتبجح كل الدول بأنها تريد الخير لشعوبها ؟
سياسة القمع القاتل سياسة رجعية فرعونية سجلها القرآن الكريم على فرعون ( يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ) وفي آية أخرى ( لأصلبنكم في جذوع النخل ) وفي ثالثة ( ما أريكم إلا ما أرى ) . يتحدثون أنهم ضد الرجعية بينما أصول سياستهم فرعونية قديمة.
اعتمد القتل الفراعنة والرومان والفرس والصليبيون والصهاينة وامتد للأسف في بعض محطات تاريخنا الإسلامي حيث تم قتل الحسين وابن الزبير وسعيد بن جبير ، ثم في تاريخنا الحديث وقعنا في الخطيئة نفسها في مصر وسوريا والعراق واليمن وتونس والجزائر وغيرها.
أن يقع هذا في فلسطين وهي لم تصبح بعد دولة ولا يملك رئيس السلطة الخروج والدخول إلا بإذن الصهاينة فهذه جريمة كبرى ! ألا يكفي مل تقوم به العصابات الصهيونية؟! . لماذا تضيقون بالكلمة ؟ اسمعوها ففيها التنفيس السياسي وكلكم زار الهايد بارك لحكمة سادة السياسة الإنجليز وهي تفريغ الشحنات . هذا اذا أردتم أن تلعبوا سياسة مع الشعوب.
أما إذا كنتم تبحثون عن الحق فاسمعوا وخذوا ما هو صواب ودعوا ما لا علاقة له بذلك . اقبلوا النقد وعندها تغنوا بالديمقراطية . وفي حال التجاوز فلديكم قانون يحاسب فالذهاب إلى المحاكم حق للجميع . أما اعتماد سياسة العصابات الخارجة على القانون فهو اقرار لشريعة الغاب وهي شريعة تتيح المجال للاغتيالات والتصفيات وتزدهر في عهدها العمالة والاستخدام والاستئجار.
نزار لم يكن يحمل بندقية بل حمل رأيا" وقال قولا" فهل هذا جزاء الكلمة . أول ما خلق الله الإنسان علمه ( النطق ) لانه بدون نطق يكون مجرد جماد . كان آدم إنسانا" لما نطق ، ومعنى ( وعلم آدم الأسماء كلها ) أي علمه أم يسمي الأشياء بأسمائها. فلا بد أن يقال للأعوج انت أعوج ، وللسارق أنت لص ، وللعميل انت عميل.
هناك دول تعتمد سياسة الأمن الناعم كما قالها الأخ حسين المجالي يوم كان وزيرا" للداخلية. إن استخدام العصي والضرب والاغتيال والتصفيات سياسة فاشلة لا تحقق أمنا" بل تصنع أعداء فهل يعي القوم ؟ .