نحو جيل «متفّه» بعناية ..
احمد حسن الزعبي
01-06-2010 03:46 PM
محطات الراديو في بلدنا صارت أكثر من محطات البنزين.. ما ان تضغط على محرّك البحث حتى تجد عشرات القنوات الجديدة تتزاحم على التردد «كذا كذا، فاصله كذا...».
يقال إن عدد محطات الإذاعة زاد عن الأربعين..ومع ذلك، تشتهي ان تسمع خبراً مفصّلا، او موضوعاً يحترمك كبني آدم، أو برنامجا منوّعا له هدف واضح، أو لقاء مع ضيف، أو أي حوار تستطيع ان تخرج منه بجمله مفيدة...
بالأمس بطريق العودة، توقف محرك البحث عند إحدى المحطات..تلقّت المذيعة اتصالا من احد المستمعين..كان سؤالها عن «الزمور» معلومة جداً تافهة!!..رفضت الآنسة ان تأخذ إجابة المتصل وإدخال اسمه على السحب الاّ اذا..قلّد لها صوت الزمور..فاضطر المتّصل - وهو على ما يبدو رجل وقور- بقول: « بيييييييييب»، لكن للأمانة قالها الرجل بصوت متهدّج.
في اتصال آخر، سألت المذيعة متصلاً جديداً : من هو الخليفة الذي كانت حياته مليئة «بالنسواااان» هكذا مع مدّة طويلة... هارون الرشيد.. أم الوليد بن عبد الملك؟؟...فاهتدى صاحبنا –جزاه الله خيرا- الى هارون الرشيد...ثم أدخلته على السحب..
ترى كيف حكمت المقدّمة بثقافتها الواسعة وإلمامها التاريخي..على ان هارون الرشيد كان «نسونجيا»؟ كم كتاباً قرأت عن الخليفة العباسي حتى خرجت بحكمها هذا..هل شاهدته بسيارة «كشف» في شارع مكّة و معه 4صبايا «برمكيات»..أو تصادف دخولها الى أحد «المولات» ورأت فرسه مربوطة في «الموقف».. أم ضبطته «طاعج» حاله على كنبه في كوفي شوب معتم..
هارون الرشيد الذي كان يتربع على دولة مترامية الاطراف من وسط آسيا الى المحيط الأطلنطي..أول من أنشأ المدارس العليا وأكثر من اهتم بالعلم والعلماء وقرّبهم منه، وأول من فكر بشق قناة السويس، وأول من جعل بلاد الصين والهند ترسل رسلها تسترضيه وتطلب ودّه...يصبح «نسونجيا» آخر الزمان على (كذا كذا فاصلة كذا) ويدخل عالسحب ايضاَ...
***
يا هيئة المرئي والمسموع..ماذا تسمعون؟..
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)