المرض الذي طرق أبواب منازل جميع الأردنيين، وأصبح الصديق المقرب لشبابنا، إنه البطالة.
نلاحظ عدم وجود تنسيق واضح، ونلمس تنظيماً عشوائياً لملف الشباب والبطالة، ولا نشاهد وجود أي تحرك حقيقي لاقتلاع جذور هذه المشكلة التي من الممكن أن تتفاقم في المستقبل القريب، والحل يكمن عن طريق تنظيم الحياة التعليمة في المدارس والجامعات، وخلق تنوع أكبر بين الطلاب يساهم في توزيع الطلبة واهتماماتهم في الكثير من المجالات، وعدم اقتصار أحلام شبابنا على تخصصي الطب والهندسة، وعدم الاكتفاء بالحلول المؤقتة التجميلية لهذه المشكلة.
ومما يفاقم هذه المشكلة، غياب الحديث الجدي عن إصلاح التعليم، بالإضافة إلى نوعية المناهج التي تساهم في إخراج قوالب موحدة للطلاب، والتي لم تتغير مخرجاتها منذ عقود، ولا تتماشى مع العولمة والتطور التكنولوجي الحاصل، ودائماً ما نركز على توفير فرص عمل، ويغيب عنا المشهد التعليمي في الأردن، والذي ساهم في تخريج أفواج من الشباب بتخصصات مشبعة ومثقلة.
إن غياب الشباب عن الحياة السياسية ضريبة تزداد كلفتها يومياً، فلم نحتوِ الطاقات الشبابية بشكل صحي، ولم نساهم في تنشئة الشباب سياسياً بطريقة صحيحة بعيداً عن التأثر السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي.
الدور الضعيف لمجالس الطلبة في الجامعات والمدارس، وعدم التركيز عليهم، يجب أن يكون البذرة الأولى للعمل السياسي.
لقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر العديد من السلوكيات والعادات الخاطئة، وأصبح من السهل على شباب مجتمعنا تلقيها، وهي التابوهات والعادات التي لم نساهم في طرحها في مدارسنا وجامعاتنا.
كذلك تكمن المشكلة في غياب الدعم الحقيقي للجانب الرياضي، وعدم استثمار طاقات الشباب في هذا المجال، ومن اللازم الاهتمام بهذا المجال، وتشجيع الشباب فيه؛ لما له من عوائد صحية ونفسية على المجتمع، وزيادة الشعور الوطني الجامع في المنافسات والبطولات المحلية والعالمية.
يتفنن المعظم اليوم في بلدي الحبيب في تشخيص الأوجاع والمشاكل بدون أي حلول واقعية، وبرأيي فإن مفتاح الحل لجميع مشكلات الأردن هو التعليم، وتبني ورقة جلالة الملك عبد الله الثاني -حفظه الله- النقاشية السابعة.
فالتعليم هو الذي يحل مشكلة البطالة، وهو الذي يطور الحياة السياسية، وهو الذي يصنع لنا هوية وطنية أردنية جامعة.