أحبتنا طلبة الثانوية العامة "انتوا قدها"
فيصل تايه
24-06-2021 08:30 AM
مع بدء امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة هذا اليوم والتي ما زالت تجري في ظل ظروف استثنائية تفرضها جائحة كورونا ، وضمن اجراءات احترازية ، حيث الكمّامة والمعقّمات إحدى أبرز الأدوات المستخدمة ، وبذلك فاننا نتمنى على أبنائنا الطلبة التقدم للامتحان في مختلف مناطق المملكة في جو امتحاني آمن ومريح ، دون اية اشكالات تعكر صفوهم أوتربكهم ، باعتماد النهج الفاعل لوزارة التربية والتعليم ، ذلك حفاظاً على سلامتهم وسلامة الامتحان ، ضمن الخطط العملية والاجرائية الجدية التي نامل أن تحقق الى حد كبير الطمأنينة وتهيئ الأجواء المناسبة من اجل امتحان آمن ، والذي يتمّ في إطار بروتوكول صحي خاص ، يحكم كافة مفاصل الامتحان ، يراعي معايير التباعد ، والوقاية والسلامة للطلبة ولجميع طواقم الامتحان، على حد سواء.
لقد تبنت وزارة التربية والتعليم نهجاً ميسراً وفاعلاً لتوفير أجواء امتحانية ونفسية مطمئنة ، فقد استنفرت كل كوادرها من أجل إنجاح مهمتها الوطنية بالتعاون مع كافة شركائها ، من ديوان المحاسبة ووزارة الداخلية والقوى الأمنية وهيئة الاتصالات الخاصة ووزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وهيئة شباب كلنا الاردن ، وبذلك فان الدولة والمجتمع بكل مؤسساته يتحملون كامل المسؤولية في المحافظة على سمعة التوجيهي وهيبته ، فكل الشكر والتقدير لكل الجهود الطيبة والمخلصة ، ولكل من يتحمل المسؤولية الوطنية ، مقدماً بكل صدق مصلحة الوطن العليا ومصالح الأجيال القادمة فوق كل اعتبار ، فما يكون من حزم أوجدية وصوابية في الإجراءات يرقى إلى مستوى المسؤولية ، حيث ان الخطوات والإجراءات الناظمة والجادة تدل على وجود مسؤولين يستشعرون مستقبل الوطن ومستقبل الأجيال ، فالمواطنون "وبالتأكيد" يتناقلون بكل سرور المواقف الطيبة والجهود الاستثنائية لوزارة التربية والتعليم ولكل الشركاء الذين يتعاملون مع مجريات الامتحان بطريقة مسؤولة مقدرين لهم ذلك بعيدا عن أي قصور وخلل .
اننا ونحن نقدم لأبنائنا الطلبة أقصى ما لدينا من اهتمام ورعاية لا بد من ان نقف جميعا معهم ونعمل على تعزيز ثقافتهم الذاتية وتنويرهم بمستقبلهم الواعد ، وان نبعدهم عن التوجهات المضللة التي تهبط من عزيمتكم ، او التي تشحن أفكارهم بمعلومات سلبية عن الامتحان ، ما يحملهم إلى التوتر والشعور بالقلق ، فكثيراً ما تكون العادات المجتمعية وسلوك الأهالي سببًا أساسيًا في الاضطرابات النفسية التي تصيب الطالب وتخلق في نفسه فوبيا متكررة صباح كل يوم امتحان ، ذلك بحرصهم الزائد وإشعاره بأنه مقبل على مرحلة مصيرية حاسمة ، في مشهد ينعكس سلبًا على استقرار مشاعره ، فتتراكم في ثنايا نفسه هالة من الانفعالات تؤدي إلى نوع من الارباك والتوتر الشديد الذي يخرج عن السيطرة أحيانًا عند الكثير منهم ، لذلك فما يحتاجه أبناؤنا الطلبة هذا اليوم هو أن نزرع فيهم السكينة والاطمئنان والثقة بالنفس وراحة البال .
وفي ذلك ايضاً ، يجب أن نتأكد من توجيه أبناءنا الطلبه إلى انتهاج الطرق السليمة في مراجعاتهم وعدم الوقوع في "فخ" تجار مناهج الظل ممن يسوقون لمنتجاتهم من ملخصات ودوسيات تشتت عقولهم ، والتي تأكل نصف المنهاج بالمختصرات ، مع ضرورة التأكيد أن الكتاب المدرسي هو الأساس والمرجع ، فلا نحتاج في هذه الفترة بالذات الى إحداث إرباك بين طلبتنا ، يخرجهم عن خططهم الدراسية التي اقرتها وزارة التربية والتعليم ، اضافة الى اعتماد مرجعية واحدة في التعليمات والقرارات والتصريحات ، وهو ما يصدر عن الجهة الرسمية صاحبة الاختصاص في اي شأن متعلق بالامتحان ، مع الرجاء بضرورة الابتعاد عن مروجي الإشاعات المتسيدة للمشهد كل عام ، ممن يقصدون ارباك عمل الوزارة ويتعمدون ذلك ، بالتعليقات الموتورة والتلفيقات الكاذبة وتأويل الادعاءات الوهمية والمتعلقة بمفاصل الامتحانات وطبعتها ، فتبا لهؤلاء وتبا لكل ما يحاول المساس بسمعة الامتحان وسمعة وزارة عمرها من عمر الاردن .
واخيرا فان وزارة التربية والتعليم حريصة كل الحرص على هذا الامتحان ، والذي يمثل حصيلة النظام التربوي وجودته ، والذي ما زالت تصرّ وزارة التربية أن يبقى رغم كل الظروف والأحوال امتحاناً وطنياً سيادياً ، تكافح من اجل الحفاظ عليه كإرث وطني ، ليكونَ ليسَ نهايةَ مرحلةٍ ، أو بوابة للمجهول ، بل ضماناً للمستقبل .
بقي ان اقول .. هذه تحية شكر وتقدير اسجيها لجهد العاملين في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة من اعلى سلطة إلى المراقب في قاعة الامتحان مع تمنياتنا القلبية لكل أبناءنا الطلبة بالتوفيق والنجاح في بداية امتحاناتهم اليوم ..
" وانتوا قدها "
والله ولي التوفيق