قرصنة دولية على الهواء مباشرة!
حلمي الأسمر
01-06-2010 04:51 AM
قبل أن يجف دم شهداء أسطول الحرية الذي حاول كسر الحصار عن غزة ليلة أمس الأول ، أعلن ناشطون أوروبيون البدء بتجهيز أسطول آخر من السفن لكس الحصار ، تحديا للقراصنة الصهاينة،.
إذاً بدأ العد التنازلي لكسر الحصار ، بجهد دولي مدني من ناشطين أوروبيين وعرب ، رغم ما حصل ليلة الإثنين الدامي،.
تلك الليلة لم يغمض لي جفن ، وظللت أتابع لحظة بلحظة مجريات الحدث الأكثر دموية من حيث نوعية الجريمة: جيش مدجج بالسلاح والحقد ينتمي لـ "دولة" يقوم بعملية قرصنة ضد سفن مسالمة لا يوجد على متنها ولا قطعة سلاح واحدة ، ويرتكب جريمة مُعلنة بالبث المباشر ، تحت سمع وبصر الكون ، جريمة ضحاياها ناشطون ينتمون لأربعين دولة ، ترى ماذا عسى هذه الدول تفعل تجاه من مرغت "كرامتها" بالوحل ، مستهترة بالقانون الدولي والمحلي السماوي والأرضي،.
إسرائيل أعلنت تلك الليلة نفسها "دولة" خارجة ليس عن القانون فحسب ، بل دولة شراذم من القراصنة المحترفين ، الخارجين عن أي قيمة أو خلق إنساني ، وبلا أي مبالغة فإن هذا الحدث سيكون له ما بعده ، وسيكتب المؤرخون أن مسار الأحداث في منطقتنا العربية ، وربما العالم بأسره ، قبل مجرزة أسطول الحرية هو غيره بعد المجزرة ، لأن ثمة زلزالا وقع في عرض البحر ، وانزلقت إسرائيل إلى منزلق سيكون عليها أن تستعمل ماء البحر الأبيض المتوسط كله ، كي تمحو اثار هذه الجريمة،.
أنا لا أبالغ ، فالعصبية التي تعاملت فيها إسرائيل مع أسطول الحرية تكشف عن جنون بلا حدود سيوردها موارد الهلاك ، إذ أنها ستستعدي شعوب العالم أجمع ، ولربما سيدفع الحدث هذه الشعوب إلى دفن الصمت ، ودفع حكوماتها لإعادة النظر ب "تدليلها" لهذه الدولة المارقة ، هذا جانب أما الجانب الأكثر أهمية ، فهو أن الحركة الآن باتجاه التوصيف الحقيقي لإسرائيل سيكتب بأقلام الشعوب لا الحكومات الغربية ، المتواطئة مع إسرائيل ، والمتعاطفة معها،.
دم شهداء أسطول الحرية ، الذين لوَّنوا بأحمرهم مياه البحر الأبيض ، هو بداية النهاية للإحتلال الإسرائيلي ، وستذكرون جميعا ما أقول،.
(الدستور)